تشرد بتفكيرها ويمر على ذاكرتها حديث نائلة عن قريبها الذي يريد عروسة له: "يا الله ماذا أفعل؟! لا أعرف ماذا أريد؟! هل أريد الزواج أم لا؟! قلبي متردد... لا أدري أين الطريق الصحيح... يا رب اهدني"
هناء في بيت أبي ماجد تتبادل الحديث مع خلود وأم ماجد ونادية، يسترسلن في الأحاديث ويضحكن، وأمامهن التلفاز يعرض فيلمًا وثائقيًّا عن تاريخ الحضارة الكنعانية وارتباطها بالحضارات الفرعونية والآشورية، ديمة ودانة ووليد وسامر يلعبون مع لين وأحمد وسلوى وأمين، تعلو أصواتهم وتمتزج بأحاديث أم ماجد وكنتها نادية وابنتيها هناء وخلود، يدلف ماجد ويحيي هناء:
ها هذه هناء عندنا... يا أهلًا وسهلًا بكِ أختي أم أحمد.
تبتسم برقة:
وبك يا أبا وليد.
يجلس مقابلها:
هي... كيف حالك وحال أبو أحمد وأهله؟!
تهز رأسها برضا:
الحمد لله الجميع بخير، وأمنني أن أبعث لك تحياته وسلامه.
يرد بانبساط:
سلمه الله وبارك فيه.
يلتفت إلى نادية:
ها أم وليد أريد أن آكل... أشعر بجوع شديد، اليوم كان علينا عمل كثير، حضِّري الغداء بارك الله فيك.
نادية:
حاضر على أمرك يا أبا وليد.
تفز وتتوجه إلى المطبخ تخاطبها خلود:
خذيني معك... أريد أن أساعدك.
تبادره بالسؤال:
كيف عملك الجديد؟ إن شاء الله مرتاح.
الحمد لله... أنا ما زلت في بداية العمل، أتمنى أن يكون فاتحة خير علينا.
إن شاء الله يا أخي... وفقك الله...
آمين يا رب...
تهز رأسها وتقطع حديثهما:
جهزي يا نادية الغداء، ستتغدى هناء عندنا.
تعترض:
يا أمي خيركم سابق... لقد تغديت والأولاد قبل مجيئي إلى هنا!
تقطب حاجبيها:
اسكتي تأتين إلى بيت أهلك وتخرجين من غير طعام! ماذا تريدين أن يقول عنا الناس؟! تزورهم ابنتهم ولا يطعمونها، توكلي على الله... وسنحسب حساب أبو أحمد أيضًا.
يا أمي أتعبتم أنفسكم.
ترد بإصرار:
لا تعب ولا شيء...
تشمر عن ساعديها:
وها أنا ذي سأذهب وأساعد نادية وخلود.
تضع حقيبتها على الكنبة:
خذوني معكم...
يتكئ ماجد على المسند ويصوب نظره على الفيلم الوثائقي، يلتفت إلى الصغار:
هيا اخرجوا أكملوا لعبكم في الحديقة... هيا أريد أن أتابع الفيلم.
الساعة تقترب إلى الرابعة عصرًا، الجميع يلتفون حول مائدة الطعام، ينظر ماجد إلى الطعام بتذمر:
ما هذا يا أمي الطعام لا يكفي... لماذا لم تزودهن قليلًا ألا تعلمن أن هناء وعيالها هنا...
تحدق به نادية:
ما بالك يا رجل... هذا طعام كثير... ثم البركة من الله.
يرد بضيق:
انظري الطعام قليل... سيكفي من؟!
تحدجه أمه بنظرة حادة:
توكل على الله وتناول طعامك.
يعقد حاجبيه بامتعاض:
يا أمي إذا أردت أن تدعي أحدًا على الطعام، فزيديه حتى يشبع الجميع.
ترد بنبرة مشوبة بالغضب:
ماجد صلِّ على النبي... الطعام يكفي... لا داعي لهذا الكلام! كل وأنت ساكت.
تتوقف هناء وترفع يدها عن الطعام:
الحمد لله... أدامها الله عليكم من نعمة وحفظها من الزوال.
تفتح عينيها باندهاش:
لم تأكلي شيئًا يا ابنتي... اجلسي وأكملي غداءك.
تمسح كفيها وفمها بالمنديل:
الحمد لله لقد شبعت يا أمي، سلمت يداكن.
تنظر إليه بحنق... يرن جوالها، تفتح حقيبتها وتتناوله:
آه أهلًا يا صالح... يعطيك العافية.
تطرق لثوانٍ:
نعم أنا جاهزة والأولاد... حاضر بعد قليل سننزل.
تتفاجأ:
يا ابنتي الوقت ما زال مبكرًا.
تعتذر:
كلا يا أمي... صالح مشغول سيأتي ضيوف من الخارج لزيارة أهله ويجب أن يكون هناك... بارك الله فيكم.
ترفع حقيبتها على كتفها، وتدلف وأحمد ولين إلى الخارج.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.