رواية الأيام بيننا الجزء 217

نادية وأم ماجد وخلود في غرفة الجلوس يشاهدن برنامجًا صحيًّا على التلفاز، مقابلهن يجلس وليد وسامر وديمة ودانة يلعبون مع بعضهم، يصرخ سامر بصوت عالٍ، تفزع أم ماجد، ثم تنظر إليه خلود متضايقة:

صوتك يا سامر أخفضه لا تصرخ، أفزعت جدتك وأزعجتني.

تُشير بيدها إلى وليد وسامر بالتزام الهدوء، تُخاطبهما بهدوء:

اهدؤوا يا أولاد الله يرضى عليكم.

يمسكه وليد من يده، ويلوي ذراعه، ويضع كفه على فمه.. يصرخ سامر بصوت مرتفع جدًّا، تنهره خلود بقوة:

أنت يا ولد اصمت ما بالك؟! هل أصابتك لوثة في عقلك.

يدلي لسانه ويصرخ ويضحك، تعقد نادية حاجبيها، ثم تنهض وتمسك سامر من يده:

تعال يا سامر... تعال يا ولدي.

تخرج خارج الغرفة وقد تسلل إلى وجهها الضيق والحنق.

تهز رأسها استنكارًا:

لا حول ولا قوة إلا بالله...

تلتفت إلى خلود معاتبة:

لماذا تكلمت مع الولد؟! ما شأنكِ؟! هم أحرار يلعبون.. يصرخون لماذا نهرته أمام أمه... ها هي تضايقت وخرجت.

ترد بنبرة مستهجنة:

أمي ما لك تلومينني.. لقد أزعجنا بصوته لا ينفك يصرخ، لا يكل ولا يمل!

تتنهد:

أو ووه الكلام معك ضائع.

في غرفتها ساهمة والدموع تنساب على خديها، وسامر يلهو بلعبته، يفتح الباب ويدخل ماجد يلحظ بكاءها وحزنها:

ماجد:

لماذا تبكين يا نادية ما الذي حدث؟!

تشتكي:

أختك خلود صرخت في وجه سامر ونهرته بقسوة، وأنا جالسة أمامها، لم تحترمني، أو حتى تقدر أنني زوجة أخيها الكبير.

يهز رأسه غيضًا:

آخ هذه خلود، لولا أمي لعرفت كيف أعلمها الأدب والذوق.

احمرت عيناها وأنفها من البكاء، مجيبة بصوت ذابل:

أخواتك وأمك لا أروق لهن... تصرخ أختك عليه بكل جرأة وعناد، لماذا فعلت ذلك؟! هذا صغير لا يفقه شيئًا.

يرد بحيرة:

آه لا أدري متى تنتهي هذه المشكلات... لقد تعبت فعلًا.

كل السبب من أختك خلود! لا تطيق أولادي وتكرههم.

يومئ برأسه متذمرًا:

لا حول ولا قوة إلا بالله... من أين نأتي لها بالعقل؟!

الساعة تشير إلى الثامنة مساءً، ماجد في بيت عادل، يتحدث إليه بزعل عما بدر من خلود تجاه سامر، يستمع إليه عادل باستغراب، محاولًا تهوين الأمر عليه وعدم تحميل الأمر فوق طاقتها!

خلود مستلقية على سريرها سارحة تفكر بكدر، ويمر أمامها مشهد ضيق نادية ومغادرتها غرفة الجلوس، ولوم أمها لها...

بينما تحدث أم ماجد نفسها: "آه يا بناتي من لكن غير الله يقف معكن لو أصابتكن محنة، يا ليتكن تزوجتن حتى أرتاح من هم التفكير بمستقبلكن من بعدي... الكبير ماجد ليس منه فائدة، عقله وقلبه مشغول برضا زوجته وعياله! والآخران الله أعلم بما سيفعلان بعد وفاتي! يا رب احفظ بناتي واستر عليهن".

في المشفى وفاء في غرفة الممرضات تجلس أمام شاشة الحاسوب، منهمكة بإدخال أسماء المرضى وأرقام غرفهم والأدوية التي صرفت لهم، تدلف نائلة إلى الغرفة فجأة، تشيح بوجهها عن وفاء وقد بدت متوترة وواجمة، تتظاهر وفاء بعدم الاكتراث، بعد قليل تخرج نائلة، تتمتم بسرها:

"آه، لا أدري هل أنا أخطأت برفضي عرضها الزواج من قريبها! لقد أصبحت نائلة إنسانة أخرى، تعاملني بلا مبالاة، وتحاول أن تتجنب النظر إليَّ أو حتى الحديث معي... هل أنا أخطأت؟! ربما... لكنني أعرف أن كل شيء قسمة ونصيب، وإن كتب الله لي النصيب معه سيتم رغمًا عن أي معوقات".

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي