رواية الأيام بيننا الجزء 215

ما زال مغمى عليه بجانبه أمه ترقيه، تخاطبه فلا ينبس ببنت شفة، قلبها يخبرها أنه بخير، علي يهاتف الدفاع المدني:

ألو... الدفاع المدني..

يقطع عادل اتصاله يخاطبه:

علي انتظر لحظة... ماجد بدأ يتحرك بحمد الله.

ينهي المكالمة:

شكرًا لك يا أخي... المريض استعاد وعيه.

يحرك رموشه فجأة، تسري طمأنينة في جسدها، يفتح عينيه، تشعر بانبساط:

الحمد على سلامتك يا ولدي.

يقترب عادل:

الحمد لله على سلامتك.. أفزعتنا عليك يا أبا وليد.

تنظر إليه وقد انتابها ألف سؤال، والأهم: هل كان فعلًا فاقدًا للوعي؟! يصحو ويتلفت حوله:

أين أنا؟! أين أنا؟! أين نادية والأولاد؟

ترد بصوت متحشرج:

أنا هنا يا ماجد، أنا هنا يا أبا وليد.

تنفرج أسارير الجميع، يلقي عادل نفسه على الكنبة كأنه لا يصدق عينيه، وعلي بجانب أم ماجد يربت على كتفها، تقترب ناديه من ماجد وتضع رأسها على صدره، ويقبل جبينها، ثم يمسك بيدها:

تعاليْ يا حبيبتي... تعاليْ.. 

يتناول كوب الماء الذي أمامه، يضع قليلًا من الماء على كفه ويمسح وجهها! تتنهنه من البكاء.

تتساءل أم ماجد:

ما الذي حدث يا عادل؟! لماذا أخوك أُغشي عليه؟! 

يرد بارتباك:

لا شيء يا أمي، مجرد نقاش وانتهى الأمر!

تستغرب:

هكذا ببساطة نقاش وانتهى، وأصبحنا فرجة أمام أمة لا إله إلا الله...

تبادرها بسمة:

الأمر طبيعي يا عمتي، لا تهتمي، الحمد لله، المهم أنه بخير.

تغادر أم ماجد بيت عادل، وفور دخولها بيتها استبقتها خلود بالسؤال وقد بدت متوترة:

ها... طمئنينا يا أمي..

دعيني أولًا ارتاح ثم أحكي لك ما حصل.

ترتاب في أمر أمها، المفروض أن تبدو عليها ملامح الخوف والفزع، لكن من الواضح أن في الأمر سرًّا!

اقرأ أيضًا: رواية الأيام بيننا الجزء 214

تتربع على الفرشة وتتنهد:

آخ يا خلود... أخوك يبدو أنه كان يصطنع المرض، كي لا يلومه أحد على فعلته معنا في المساء!

أوه ماذا تقولين يا أمي.

تؤكد:

نعم مثلما سمعت...

يغزو وجهها الحزن فهي كظيمة، تواسيها:

ما بالك يا أمي... هل غفلت الآن عن ماجد؟! هذا هو مِن يومه لا يحب إلا نفسه، واليوم زوجته وعياله أحب إليه من أمه وأخواته.

تفضفض:

آه يا خلود... أخوك جعلنا لا نساوي شيئًا!

ماذا نفعل يا أمي؟ ماجد لم ولن يتغير.

تشعر بالخيبة:

كل هذا من أجل بنت صغيرة لا تحترم جدتها وعماتها، لا تفقه من الحياة شيئًا، يلغي تفكيره ويجري خلف عواطفه.

تصبرها:

اصبري يا أمي... لا تكترثي... المهم صحتك.

تتحسر:

ماجد سيجلب لي المرض والهم.

تهوِّن عليها:

سلامتك يا أمي من المرض...

تطرق قليلًا... مستعلمةً:

خلود...

تجيبها:

نعم أمي... 

أين سعاد؟! ألم تكن موجودة قبل مشكلة ماجد؟!

صحيح يا أمي... جاءت مركبة المشفى وذهبت... اليوم مناوبتها الليلية، وأعرف ستسألين عن وفاء... مناوبتها اليوم مسائية وسترجع عند الساعة الحادية عشرة..

تفطن:

كلامك صحيح... نسيت مع ما حصل، ومقلب ماجد لم ألحظ غيابهما... أرجعهما الله بالسلامة.

آمين يا رب العالمين ...

تخفف عليها:

والآن ماذا تأمرين؟ هل أعد لك طعام العشاء؟

تشعر بالراحة النسبية:

يا ليت يا ابنتي... وأشعلي التلفاز؛ لأشاهد برنامج الإفتاء...

أنت تأمرين...

لا يأمر عليك عدو... رضي الله عنك.

غادر ماجد ونادية وعياله إلى شقتهما الكائنة بالقرب من شقة أمه... عادل ساهم يفكر... يحدث نفسه بتعجب: "إلى هذه الدرجة يا ماجد، زوجتك وعيالك أحسن منا جميعًا! لقد تغيرت كثيرًا! لم تعد ماجد الذي نعرف! يا خسارة!

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي