رواية الأيام بيننا الجزء 210

الساعة التاسعة صباحًا، أم ماجد تجلس في غرفة نومها تضع كفها على خدها سارحة تفكر، وتمر على مخيلتها أحداث زفاف عادل البارحة، وشعورها بفقدان أبي ماجد، تنزل دمعة دافئة على خدها تهز رأسها بحسرة تمسحها بطرف كمها.. تنتبه أن ماجد وعياله حضروا منذ أسبوع من أجل عرس عادل، تشعر بارتياح وأُنس.

خلود صارت تنام معها في غرفة النوم بعد رحيل والدها، تنظر إليها ما زالت مستغرقة في النوم، ثم تسمع جلبة في الدار، تنسحب بهدوء وتدلف إلى المطبخ، تلحظ نادية وماجد يتحدثان، يحييها:

صباح الخير يا أمي...

يُقبِّل يدها:

مبارك أمي زواج عادل.

تجيبه بطمأنينة:

بارك الله فيك، عقبال فرحتك بأولادك.

يواسيها:

بوجودكِ يا نوارة البيت.

تغزو ابتسامة خفيفة على شفتيها.

تصوب نظراتها عليها:

نادية يا ابنتي جهزي الإفطار، نحن في غرفة الجلوس.

ترد بحسم:

إن شاء الله يا زوجة خالي.

تتجه وماجد إلى غرفة الجلوس، الشمس تعكس أشعتها على الفرش والمساند، السكون يعمها، يقع بصرها على صورة أبي ماجد، تشهق بعمق وتغمض عينيها، ينتبه عليها ماجد:

أمي هدئي من روعك... اطلبي له الرحمة.

يمسك بيدها ويجلسها على الفرشة المقابلة للتلفاز:

اجلسي يا أمي... أريحي جسدك.

رحمة الله عليك يا أبا ماجد...

يزيح الستائر عن النافذة، ويفتح دفتيها على مصراعيهما:

هكذا أفضل يا أمي؟

أم ماجد:

نعم يا بني... رضي الله عنك.

نادية تهتف لأم ماجد:

زوجة خالي هل أجلب الإفطار؟ لقد أصبح جاهزًا.

نعم.. أحضريه إلى هنا قبل مجيء أهل بسمة، نُريد أن نصعد إلى عادل ونعد إفطار العروسين.

ترد:

إن شاء الله.

تطلب منه:

ماجد بني افتح التلفاز ليكسر هذا السكون، ونشاهد أحوال العالم.

حاضر أمي.

تدلف نادية وبيدها صينية الإفطار..

تتساءل:

لا أدري هل وصل علي ومعه إفطار العروسين أم لا؟

ترد:

لا زوجة خالي لم يصل بعد.

تخاطبه:

أيقظ عيالك يا بني؛ حتى يفطروا معنا، واهتف على أخواتك ليحضرن.

يستجيب:

سمعًا وطاعة أمي.

نداءات ماجد تتسرَّب إلى مسامع سعاد، وقد بدت شاردة تفكر:

أين أنت يا سارة يا ابنتي... مرت سنوات طويلة ولم أركِ... لا أعرف ما الذي حدث معكِ..

تقطع تفكيرها لإيقاظ وفاء:

هيا يا وفاء أمي تنادي علينا كي نفطر جميعًا... هيا قومي.

الجميع قاعدون متحلقون حول مائدة الإفطار، يتحدثون عما جرى في ليلة زفاف عادل وبسمة، الأصوات تتعالى في بيت أبي ماجد والغصة لا تغادر صدر أم ماجد...

يوقف أحاديثهم صوت عادل يهتف بمجيء أهل بسمة، تهرع نادية وسعاد في رفع الإفطار، وتدلف خلود إلى المطبخ لغسل الأطباق وتوضيب المطبخ، تجهز أم ماجد وماجد نفسيهما للصعود إلى بيت عادل والترحيب بنسيبهما أبو عثمان وعياله، يتزامن مع مجيء علي من المطعم وجلب إفطار العروسين

مرَّ أسبوعان على زفاف عادل، وفاء في غرفة الممرضات وأمامها ورقة طلب إجازة مدة شهر، يمرق على مخيلتها جدالها مع عادل وحديثه الجارح بحقها، تتنهد بعمق... تقبض على الورقة ثم تلقيها في سلة المهملات، قرَّرت أن تصرف النظر عن الإجازة، لا ترغب في الاحتكاك بأحد، تفضل العمل على الإجازة مخافة حدوث مشكلات.

أمام طاولة الطعام هناء وصالح ولين وأحمد يتناولون طعام العشاء، يطالعون برنامجًا ثقافيًّا عن الطبيعة، يقتحم فكر هناء خاطرة تكلم نفسها:

- "آه يا والدي رحمة الله عليك، تزوج عادل وكنا نتمنى أن تكون معنا وتشاركنا فرحتنا به... لكن قدر الله وما شاء فعل... آه حرقت قلوبنا على فراقك".

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي