رواية الأيام بيننا الجزء 207

تضع السماعة وتسرح بتفكيرها تحضر سعاد وتلمح سرحانها مستفسرة:

ها ماذا قال لك ماجد؟

تقطع تفكيرها مجيبة:

لا شيء...

 طلب مني أن أخبر أمي بتعجيل إرسال المال له، كي يأتي ويطمئن على أبي.

تضع رجلًا فوق رجل بضيق: 

كعادته المال الشغل الشاغل له...

ترفع كفيها:

يا رب اشف أبي وأسعد قلبه بنا، حتى يرانا كل واحدة منا سعيدة في بيت زوجها.

تتنهد خلود:

آمين يا رب العالمين.

طيف والده يتراءى أمامه، ينفخ وجديه قلقًا، تدلف نادية وتلمح زعله:

ماجد صل على النبي، سيتعافى خالي إن شاء الله، وسيتجاوز محنته، لا تحمل نفسك فوق طاقتها.

يرد بنبرة مشوبة بخوف:

عليه الصلاة والسلام، أخشى أن يحدث لأبي مكروه وأنا هنا بعيد عنه.

تهدئه:

إذن سافر واطمئن عليه.

يهز رأسه:

هذا ما أزمع القيام به.

يخفض رأسه ويضع كفه على رأسه بحزن.

يتفحص صورة الأشعة، تنظر إليه بوجل:

من صورة الأشعة والفحوص التي أجريت له، يبدو أن والدك ممرضة وفاء قد أصيب بجلطة دماغية في رئتيه.

تفتح عينيها بذهول:

ماذا تقول يا طبيب! هل أبي حقًا مصاب بجلطة دماغية!

يهز رأسه بالتأكيد:

نعم يا ممرضة وفاء، والدك لديه جلطة دماغية، والظاهر أنها جلطة متوسطة نوعًا ما، ادع له بالشفاء.

تومئ برأسها محزونة:

اللهم اشفي أبي.

تنظر إلى الطبيب متسائلة:

طبعًا ستقرر له يا طبيب علاج يلتزم به.

يدس كفيه بجيبي بنطاله، والسماعة متدلية على صدره:

بالطبع... سأكتب له بعض أدوية السيولة، وضروري ضبط مستوى السكر وضغط الدم.

تندهش:

لكن يا طبيب والدي لا يعاني من مرض السكري، ولا من ارتفاع ضغط الدم!

يجيبها بثقة:

عندما حضر إلى هنا فحصنا ضغطه ونسبة السكر في دمه، الإثنين كانا مرتفعين بصورة حادة. من المرجح أن والدك قد تعرض لصدمة قوية، أدت إلى حدوث هذا الارتفاع الكبير في ضغط دمه و مستوى السكر.

تزم شفتيها كدرًا وتقبض كفها أسفًا.

أمام المرآة تطرق هنيهات، تسحب جرار التسريحة.

تخرج علبة الدواء تأخذ حبة دواء، بيدها كوب ماء تبتلع حبة الدواء، تسمع طرقات على الباب، تنتبه مجيبة:

ادخل.

تدخل خلود وتغلق الباب بهدوء، وتجلس بجانب أمها على طرف السرير:

أمي اتصلت بماجد وأخبرته ما حصل مع أبي.

تنزعج:

لماذا أخبرته. تعرفين أخاك ينتابه القلق والخوف على أبسط الأمور، فكيف بمرض والدك. 

ماذا أفعل. ارتأيت أن أعلمه بدل أن يحدث لأبي مكروه وهو لا يدري ويلومنا.

تضع كوب الماء على المنضدة وتتناول علبة الدواء وتغلقها:

أخاك مريض لا نريد أن يزيد عليه المرض.

تقطب حاجبيها:

أمي لا تؤنبيني، هكذا أفضل.

كما تشائين، اتركيني في همي الآن.

تسألها:

وماذا عن المبلغ الذي طلبه منا؟ 

حسنًا، حالما نطمئن على والدك، نرسل له المبلغ ويأتي ويراه. المهم اسألي الله أن يشفي والدك.

تؤمن:

آمين يا رب.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي