رواية الأيام بيننا الجزء 185

منى تجلس على الكنبة الطويلة وبجانبها أمها، والدها يجلس على الكنبة المجاورة لهما وبجواره أبو ماجد، وبجانبه يجلس علي.

تدلف أم ماجد حاملة صينية بها أكواب شاي، تجلس على الكنبة الجانبية المقابلة لكنبة منى وأمها، تقدم لهما كوبي شاي:

أم ماجد:

- "تفضلي يا أم منى".

ترفع أم ماجد عينيها ناحية منى:

- "تفضلي يا منى".

تعاود الجلوس على الكنبة.

يستهل أبو منى حديثه قائلًا:

- "صلِّ على النبي يا أبا ماجد".

أبو ماجد:

- "اللهم صل وسلم وبارك عليه".

يشير أبو منى بيده إلى منى متحدثًا بنبرة هادئة:

- "هذه ابنتي منى ابنتكم وصارت زوجة علي، ولن تضام وهي عندك يا أبا ماجد".

تنتفض منى واقفة، ترفع صوتها بنبرة غاضبة:

- "ما هذا الكلام الذي تقوله يا أبي؟! لن أكون له زوجة حتى يحترمني ولا يعاملني باستصغار، والذي أقوله يفعله!"

يقف علي ويحدق بها بانزعاج:

- "هذا في أحلامك، هل تريدين أن أكون خاتمًا في إصبعك؟ خسئتِ!"

تحدجه منى بنظرة حادة:

- "أنت خسئت! اخرس وابلع لسانك يا متخلف".

يصرخ عليها علي ويشير بإصبعه على شفتيه متوعدًا:

- "أنت اخرسي واحترمي نفسك يا بلهاء".

في هذه الأثناء خلود وسعاد في غرفتهما، خلود على المقعد تضع النظارة وتقرأ في كتاب، سعاد تُصلي، تخلع النظارة وتعقد حاجبيها باستغراب، وقد علا صوت علي ومنى:

خلود:

- "ما بالهما؟! اللهم سترك يا رب".

تنهي سعاد صلاتها قائلة:

- "اللهم اهدهما".

خلود:

- "هل تسمعين صراخهما؟"

تهز سعاد رأسها بأسف:

- "نعم، أسمع".

خلود:

- "ما هذا الزواج؟! كيف سيعيشان في بيت واحد وهما لا يطيقان بعضهما".

سعاد:

- "آه.. لا ندري ماذا سيفعلان ساعتها، ستقوم الحرب العالمية الثالثة!"

تهز رأسها بحيرة.

أبو ماجد يحدق بمنى، وأبو منى ينظر إليها بحنق:

منى:

- "يا منى اجلسي ولا تتفوهي بكلمة".

تكتف منى يديها باستنكار، وترد بنبرة متحدية:

- "لا أريد أن أجلس، قل له أن يكف عن الصراخ".

يقف أبو منى ويحدجها بنظرة قوية مهددًا:

- "اصمتي واجلسي وإلا عرفتُ كيف أسكتكِ".

أبو ماجد:

- "يكفي يا أبا منى، لا نريد أن نحمل الأمر فوق ما يحتمل".

علي:

- "هذه إنسانة غير طبيعية، تختلق المشكلات ولا يسلم من لسانها أحد!"

ينهره أبو ماجد بنظرة حادة:

- "اسكت يا علي ولا تعقد المشكلة أكثر مما هي معقدة".

منى:

- "أنت إنسان متقلب المزاج عصبي، لا تُطاق".

تنظر أم منى إلى منى محاولة تهدئتها:

- "يكفي يا بنيتي لا تردي على خطيبك".

يشعر أبو ماجد بتعب ويضع يده على صدره:

- "آه.. صدري يؤلمني.. اصمتوا جميعًا.. لقد تعبت".

يرفع علي صوته غاضبًا:

- "أنت إنسانة وقحة".

منى:

- "وأنت عديم الرجولة".

تتسع حدقتا عيني علي:

- "ماذا تقولين؟! أنا رجل غصبًا عنك، وسأريك من هو الرجل".

يقترب منها ويلطمها على وجه.

ها. تضع منى كفيها على وجهها وتجهش بالبكاء والصراخ.

 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة