رواية الأيام بيننا الجزء 184

سعاد تجلس على المقعد الطويل في غرفة الممرضات، تجلس أماني على المقعد الصغير المقابل لها، تُحدق بها بحيرة.

أماني:

- "ها يا سعاد.. أراك ساهمة تفكرين، لعله خير؟!"

تخفض سعاد رأسها متنهدة بهدوء:

- "الحمد لله على كل حال.. هذا ما انتهت إليه حكايتي مع زوجي وابنتي يا أماني!"

تطمئنها أماني:

- "هذا نصيبك يا سعاد.. احمدي الله".

تجيب سعاد بنبرة متحسرة:

- "آخ.. نعم نصيبي أن أخسر حياتي، بسبب زوج لا مبالٍ جشع وأهل زوج يملأ صدورهم الغل والطمع، إنما الشر من أيدينا ولا حول ولا قوة إلا بالله".

تنتقل أماني إلى جوارها تربت على كتفها مواسية:

- "الآن أنتِ مع أهلك، وعليكِ أن تنسي ما حدث لكِ وتركزي على حياتك القادمة وتكمليها دونهم".

تهزُّ سعاد رأسها بنبرة مشوبة بالحزن:

- "نعم سأكمل حياتي دونهم.. وأدوس على قلبي وأتحمل فراق ابنتي سارة".

تشد أماني على يدها وتبتسم ابتسامة مطمئنة.

على الكنبة تجلس منى وبجانبها أمها، وعلى الكنبة المقابلة لهما يجلس أبو منى، يحملق في منى ويرفع حدة صوته:

أبو منى:

- "ما بالك لماذا تتعبين خطيبكِ وتجادليه في كل صغيرة وكبيرة بهذه الطريقة المستفزة؟!"

تحدق به منى وتُشير بيدها معترضة:

- "ألم تسمعه يكذبني ويصرخ بوجهي؟!"

تنظر أم منى إليه وترد بهدوء:

- "يا أبا منى، منى لا تقصد أن تتحداه أو تغضبه، قلبها طيب، هي ابنتك وأنت تعرفها".

يُشير أبو منى بإصبعه ناحيتها محذرًا:

- "اصمتي أنتِ ولا تحاولي أن تغطي على أخطاء ابنتك المتكررة".

تقف منى وبدا على وجهها الاستهجان:

- "كلا يا أبي، أنا قررت أن أفسخ الخطبة معه!"

يحدجها أبو منى بنظرة حادة مستنكرة:

- "ماذا تقولين؟! هكذا تقررين من غير أن تشاوريني! إذن لماذا قبلت به منذ البداية ؟!"

تكتف منى يديها وترد بتحد وعناد:

- "هذا ما قررته ولن أتراجع عنه أبدًا".

يُشير أبو منى بيده مزمجرًا:

- "تكلمي بأدب يا بنت.. أنا والدك ولست رجلًا جاء من الشارع".

تنظر أم منى لزوجها وتخاطبه بنبرة هادئة، ثم تنظر لمنى وتحدق بها محاولة إسكاتها:

- "يكفي يا أبا منى.. أرجوك خذها بلين".

تلتفت إليها أم منى

- "اسكتي أنتِ ولا تجادلي والدكِ".

تشوح منى بيدها بانزعاج:

- "أوه... أوه..."

تغادر غرفة الضيوف...

يفغر أبو منى عينيه باندهاش متوعدًا بصوت مرتفع:

- "هل سمعتِ ما تقول؟ من دون قسم يا منى ستتزوجينه رغمًا عن أنفك".

تجلس نادية على المقعد وبجانبها ماجد مقطبًا حاجبيه، ودانة وديمة تلعبان على الوسادة، تسأله نادية باهتمام:

طها كيف هو كتفك؟ هل خف الألم عليك؟!"

يرد ماجد بضيق:

- "أشعر يا نادية أن كتفي قد انخلع، يؤلمني كثيرًا".

تتنهد نادية:

- "ماذا نفعل يا ماجد.. ها نحن ننتظر أن يبعث لنا أهلك المال للذهاب إلى الطبيب".

يستفسر ماجد:

- "ماذا قالوا عندما أخبرتهم بما حدث معي؟!"

نادية:

أمك المسكينة أصابها الهلع، ووالدك فوجئ ووعدني أن يبعث المال اللازم في أقرب وقت".

ماجد:

- "يا رب يسرها".

نادية:

- "يا رب".

اقرأ أيضًا: رواية الأيام بيننا الجزء 183

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة