سعاد في غرفتها ساهمة تفكر وسارة نائمة في مهدها، تلتفت وتصوب نظرها عليها: «آه يا ابنتي سامحيني، لا أستطيع أن أكمل حياتي مع والدك، تمنيت أن تكوني مثل كل البنات يعشن في أحضان والدهن سعيدات، لكن والدك أناني لا يحب إلا نفسه! ليس بيدي حيلة، سامحيني يا صغيرتي».
تتنهد أم ماجد ينظر إليها أبو ماجد مستغربًا:
- ما بالك يا أم ماجد لماذا تتنهدين؟!
- لا أعرف يا أبا ماجد أشعر أن سعاد في مأزق كبير!!
- ماذا نفعل يا أم ماجد؟! أنت ترين لا تريدنا اختارت زوجها وفضلته علينا.
- آه.. اللهم اجعله خيرًا.
- هوني عليك يا أم ماجد لا شيء يستحق أن تتعبي صحتك من أجله.
بنظرات حادة غاضبة تخاطبه بسخرية:
- خيرًا إن شاء الله لماذا جئت؟ ما الذي ذكرك بنا!
- اسمعي لا تحاولي استفزازي! أنا لا يهمني أنت ولا حتى ابنتك!
- حسبي الله ونعم الوكيل تزوجتني لمصلحتك ومصلحة أهلك! حرضتني على أهلي حتى قطعتهم، لا بارك الله في الساعة التي تزوجتك بها!
- قولي ما شئت لن أرد عليك، أصلًا أنت لا تستحقي أن أتعب نفسي وأتحدث معك.
يدلف خارجًا ويغلق الباب بقوة، تتساقط الدموع من عينيها بغزارة متمتمة «أين أنت يا أمي لقد اشتقت لك، ولوالدي ولإخوتي».
تدق الباب مجيبًا:
- أدخل.
- ما هذا يا ماجد ماذا تفعل؟!
- كما ترين يا أمي أريد أن أسافر لأطمئن على نادية وديمة.
- ماذا دهاك؟! لم يمض على عودتك سوى شهر؟! اصبر يا بني.
- كيف أصبر وقلبي يحترق عليهما، لا أستطيع النوم وفقدت الحماس لعملي، أنا متعب جدًّا افهموني أرجوكم.
- هداك الله يا ولدي في الأقل استشر والدك.
- أمي هذه عائلتي لن تشعروا بما يجول في صدري من ألم بسبب بعدهما عني!
- لا حول ولا قوة إلا بالله.
ينزل الحقيبة من فوق دولابه يفتحها ويشرع بترتيب ثيابه.
علي في المشفي يلتقي يوسف يلاحظ أمارات الحزن على وجهه، وهو جالس واضعًا يديه على وجنتيه:
- ها يا يوسف كيف العم راشد إن شاء الله أفضل؟
- آخ يا علي أبي متعب جدًّا لم يعد مثل السابق، أصيب بفشل كلوي، وكلما ينهي جلسة الغسيل يصرخ بقوة، ولا نعرف ماذا نفعل معه.
- لا حول ولا قوة إلا بالله، شافاه الله وعافاه.
- آمين يارب... أنت الكريم يا رب ارحم أبي واشفه.
يربت على كتفه:
- هون عليك يا صديقي.
- اقرأ أيضاً رواية الأيام بيننا الجزء الأول
- اقرأ أيضاً رواية "الأيام بيننا" ج170
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.