هناء في غرفة المعلمات تصحح الامتحانات، تتسمر فجأة ويمر على ذاكرتها المشادة الكلامية التي حصلت بينها وبين هدى، تهز رأسها وتتنهد بأسف ثم تتابع التصحيح.
في البيت وفي الساعة الثامنة مساء وفاء وهناء وخلود يشاهدن التلفاز، يقرع جرس الباب تنهض خلود وتفتح الباب، يدلف أبو ماجد وأم ماجد وعادل ومعهم أكياس تسوق ممتلئة بالمشتريات، تساعدهم هناء وخلود في حمل الأكياس، يجلس أبو ماجد وأم ماجد على الصوفة:
- ها يا وفاء كيف حالك؟
- الحمد لله بخير.
- هل أنت اليوم في إجازة.
- نعم يا والدي.
تقاطعهما أم ماجد منادية على خلود:
- يا خلود رتبي الأغراض والحاجيات في أماكنهم.
- حسنًا يا أمي.
هناء وخلود توضبنا الأغراض في المطبخ، هناء تضع اللحمة والدجاج والسمك في الثلاجة، خلود ترص كيس الأرز والسكر وعلبة الشاي في الخزانة، ثم تدلفان إلى غرفة الجلوس.
- رمضان على الأبواب كل عام وانتم بخير.
- وأنت بخير.
- رمضان كريم اللهم أعده علينا بالخير واليمن والبركات.
- اللهم آمين.
- عادل اذهب إلى ماجد دعه يأتي يجلس معنا.
- حاضر يا أمي.
ماجد يتمدد على السرير وبيده صورة نادية وديمة محدثًا نفسه بكدر: «آه أين أنتما لا تعلمان كم اشتقت إليكما يقبل الصورة ويبتسم».
يدخل عادل ويعدل من جلسته ويدس الصورة في جيب بيجامته:
- ماجد تريدك أمي أن تأتي وتجلس معنا.
- إن شاء الله قليلًا وسأنزل.
- حسنًا.
يطرق هنيهة:
- لا تتأخر.
يومئ رأسه بالإيجاب.
يتلفت أبو ماجد:
- أين علي؟
- في غرفة الضيافة.
- ماذا يفعل؟!
- يهاتف يوسف، أنت تعلم يا أبي أن والده مريض وهو في المشفى منذ الشهر الماضي.
يوسف يقف بجانب والده وهو على الكرسي المتحرك يتأوه من الألم، يوسف ممسك بالسماعة يتحدث مع علي:
- الحمد لله... أبي على حاله يا علي مريض جدًّا لا يقوى على عمل شيء، خاصرتيه تؤلمانه.
- ما رأيك أن نلتقي في المقهى الشعبي الساعة التاسعة.
- لا يا علي لا أستطيع اليوم كان موعد غسل كليته وأصيب بإعياء شديد ويحتاج إلي كي أساعده.
- لا حول ولا قوة إلا بالله يغسل كلى!! إذا نؤجلها الأسبوع المقبل.
- يا ريت لعله يتحسن ويرتاح من هذه الأوجاع.
- كان الله في العون...شافاه الله وعافاه، أعتذر لإزعاجك مع السلامة.
- مع السلامة.
- اقرأ أيضاً رواية الأيام بيننا الجزء الأول
- اقرأ أيضاً رواية " الأيام بيننا ج١٦٩".. روايات عربية
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.