رواية الأيام بيننا الجزء 160

المدير فهد يبدو عليه الزهو والانتشاء، أمامه أبو سعد عاقدًا ساقيه بحبور يضحك ملء شدقيه:

- استقالة أبي ماجد وقَّعت عليها وقبلتها.

- خير ما عملت حضرة المدير أبا مشعل.

يريح جسده على ظهر المقعد باغتباط:

- ها قد انتهينا من صداع أبي ماجد.

- والآن سنتحرك كما نريد من غير إزعاج من سالم وأمثاله.

- صدقت والله...

يدنو منه بوجه باسم:

- وماذا عن ملف شحنة الحديد؟

يغمز بعينه مضيفًا:

- نريد أن نشتغل يا أبا مشعل.. لقد تعطلنا كثيرًا.

- كل شيء سيسير وفق ما خططنا له، ولن يعوقنا سالم أبدًا بعد الآن، أما صديقه حمد فقد كبلناه ولن يستطيع عمل شيء!

- الحمد لله.. دعه يرتاح لقد أجهد نفسه لإثبات حسن خلقه واستقامته.

- وداعًا أبا ماجد، يا مسكين يا حمد.

- ههههه.

شابكًا أصابعه خلف رأسه محدثًا نفسه: «ها قد قبلت استقالتي، وعليَّ أن أفكر ماذا سأفعل بعد هذه الاستقالة، يأتيني خاطر أن أبحث عن عمل حر لا أخضع فيه لأوامر أحد». يسمع جلبة في الخارج وصوت.

- أهلًا وسهلًا يا ولدي نور البيت.

ينتبه أبو ماجد:

- يبدو أن ماجد قد عاد.

يدخل وبيده حقيبة السفر يجرها إلى الداخل، ويغلق الباب تقبل هناء ومن خلفها خلود يسلمان عليه:

- ها كيف حالك يا عريس؟ وكيف حال عروستنا الجميلة؟

- الحمد لله بخير، وتسلم والجميع يسلم عليكم.

يسحب نفسًا بتمهل، ويجلس على الكنبة بانبساط وبجانبه أم ماجد:

- ها يا ماجد حمدًا لله على سلامتك.

يقف ويقبل رأسها ويديها:

- سلمك الله يا أمي.

- كيف نادية وأهلها؟

- الحمد لله كلهم يرسلون تحياتهم لكم، وقد حملوني هدايا للجميع.

- بارك الله فيهم جميعًا، لماذا أتعبوا أنفسهم؟

يتلفت حوله متسائلًا:

- وأين والدي؟!

- والدك في الغرفة، قبل المدير استقالته، والآن يفكر في عمل جديد.

- أريد أن أذهب وأسلم عليه.

- انتظر قليلًا.. يصلي المغرب حالما ينتهي اذهب وسلم عليه.

- إن شاء الله.

يستدير مخاطبًا:

- ماذا تفعلان؟!

- نريد أن نرى الهدايا.

تفتحان الحقيبة وتجدان علب حلوى ومغلفات شوكولاتة تنظران لبعضهما بتعجب، تهمس هناء في أذنها:

- هذه هديتهم؟!

تكزها بمرفقها:

- اخفضي صوتك سيسمعك ماجد.

تقطب حاجبيها معلقة بصوت خفيض:

- أووه.. لن يسمعني!

- اقرأ أيضاً رواية الأيام بيننا الجزء الأول

- اقرأ أيضاً رواية «الأيام بيننا» ج 161.. روايات عربية

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة