المدير فهد يبدو عليه الزهو والانتشاء، أمامه أبو سعد عاقدًا ساقيه بحبور يضحك ملء شدقيه:
- استقالة أبي ماجد وقَّعت عليها وقبلتها.
- خير ما عملت حضرة المدير أبا مشعل.
يريح جسده على ظهر المقعد باغتباط:
- ها قد انتهينا من صداع أبي ماجد.
- والآن سنتحرك كما نريد من غير إزعاج من سالم وأمثاله.
- صدقت والله...
يدنو منه بوجه باسم:
- وماذا عن ملف شحنة الحديد؟
يغمز بعينه مضيفًا:
- نريد أن نشتغل يا أبا مشعل.. لقد تعطلنا كثيرًا.
- كل شيء سيسير وفق ما خططنا له، ولن يعوقنا سالم أبدًا بعد الآن، أما صديقه حمد فقد كبلناه ولن يستطيع عمل شيء!
- الحمد لله.. دعه يرتاح لقد أجهد نفسه لإثبات حسن خلقه واستقامته.
- وداعًا أبا ماجد، يا مسكين يا حمد.
- ههههه.
شابكًا أصابعه خلف رأسه محدثًا نفسه: «ها قد قبلت استقالتي، وعليَّ أن أفكر ماذا سأفعل بعد هذه الاستقالة، يأتيني خاطر أن أبحث عن عمل حر لا أخضع فيه لأوامر أحد». يسمع جلبة في الخارج وصوت.
- أهلًا وسهلًا يا ولدي نور البيت.
ينتبه أبو ماجد:
- يبدو أن ماجد قد عاد.
يدخل وبيده حقيبة السفر يجرها إلى الداخل، ويغلق الباب تقبل هناء ومن خلفها خلود يسلمان عليه:
- ها كيف حالك يا عريس؟ وكيف حال عروستنا الجميلة؟
- الحمد لله بخير، وتسلم والجميع يسلم عليكم.
يسحب نفسًا بتمهل، ويجلس على الكنبة بانبساط وبجانبه أم ماجد:
- ها يا ماجد حمدًا لله على سلامتك.
يقف ويقبل رأسها ويديها:
- سلمك الله يا أمي.
- كيف نادية وأهلها؟
- الحمد لله كلهم يرسلون تحياتهم لكم، وقد حملوني هدايا للجميع.
- بارك الله فيهم جميعًا، لماذا أتعبوا أنفسهم؟
يتلفت حوله متسائلًا:
- وأين والدي؟!
- والدك في الغرفة، قبل المدير استقالته، والآن يفكر في عمل جديد.
- أريد أن أذهب وأسلم عليه.
- انتظر قليلًا.. يصلي المغرب حالما ينتهي اذهب وسلم عليه.
- إن شاء الله.
يستدير مخاطبًا:
- ماذا تفعلان؟!
- نريد أن نرى الهدايا.
تفتحان الحقيبة وتجدان علب حلوى ومغلفات شوكولاتة تنظران لبعضهما بتعجب، تهمس هناء في أذنها:
- هذه هديتهم؟!
تكزها بمرفقها:
- اخفضي صوتك سيسمعك ماجد.
تقطب حاجبيها معلقة بصوت خفيض:
- أووه.. لن يسمعني!
- اقرأ أيضاً رواية الأيام بيننا الجزء الأول
- اقرأ أيضاً رواية «الأيام بيننا» ج 161.. روايات عربية
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.