تحضر رئيسة القسم الممرضة شريفة تلحظ شرود وفاء وعبوسها:
- ها ما بالك يا ممرضة وفاء؟ ما الذي يشغل تفكيرك؟!
- آه أعذريني ممرضة شريفة...
تطرق هنيهة مغتصبة ابتسامة باهتة:
- لا شيء مجرد ذكريات قديمة!
تبتسم:
- ذكريات قديمة ها!..
- بصراحة يشغلني تصرفات الطبيب عمر معي.
- آه فهمت يعني الطبيب عمر هو من يشغل تفكيرك! اسمعي يا ممرضة وفاء، الطبيب عمر شخص مزاجي لا تجادليه أبدًا؛ لأنه لا يحب من يجادله! جاريه فيما يقول وغضي الطرف عن عصبيته، لم يتبق له إلا وقت قصير وسينتقل.
- إن شاء الله سأصبر...حتى يفرجها الله.
تصمت هُنيهة:
- استغرب ممرضة شريفة إلى هذه الدرجة لا يحب الطبيب عمر أن يجادله أحد.
- نعم إلى هذه الدرجة، فانتبهي وركزي على عملك.
في غرفتها تجلس أم ماجد على المقعد تلف الصوف على كف يدها ويجلس مقابلها أبو ماجد عاقدًا ساقيه يقرأ الصحيفة:
- أبو ماجد أريد أن أكلمك في موضوع خطبة ماجد.
- نعم...
يتنهد ويطوي الصحيفة ويضعها على الطاولة:
- ما بالها خطبة ماجد.
- ما رأيك أن نطلب ابنة بدرية؟
- ماذا تقولين؟! أنت تعلمين أنهم يسكنون في بلد آخر.
- وما المشكلة؟! نسافر ونطلبها.
- هكذا بهذه السهولة!
- نعم يا أبا ماجد، نسيت أن أخي سليمان قد زوج ابنه لابنة عمه وهي تعيش في أمريكا.
- حسنًا دعيني أفكر.
- لا نريد أن نتأخر فالولد متضايق جدًا وأصبحت نفسيته صعبة!
يسحب الصحيفة مجيبًا:
- إن شاء الله يا أم ماجد.. ما فيه الخير يقدمه الله.
في غرفته ممدد على السرير ساهمًا يفكر وقد بدا عليه التجهم والنفور. يرفع الغطاء عنه يدس قدميه بخفيه وينهض إلى المطبخ، يلحظ أمه تقف أمام موقد المطبخ تضع غلاية الشاي على عين الموقد، يدنو من البراد وهو عاقد حاجبيه مستاء تحدق به بحيرة، يفتح البراد يسحب إبريق الماء يمسك كوبًا ويصب الماء فيه يقعد على الكرسي يرتشف قليلًا مخاطبة:
- ها يا ماجد أكيد أنت متضايق؟ لا تحزن يا بني... أتعرف أنني طلبت من والدك أن نخطب بنت بدرية ابنة بنت أخت والدك.
يثب قلبه وتتسارع دقاته ارتياحًا:
- حقًا أمي.
- نعم يا بني.. وطلب والدك مهلة حتى يفكر ويدبر الموضوع.
- شكرًا لك يا أمي، الله يحفظك ويبقيك فوق رأسي.
- آخ منك ومن كلامك.
يقبل رأسها ويتبادلان الضحك.
- اقرأ أيضاً رواية الأيام بيننا الجزء الأول
- اقرأ أيضاً رواية "الأيام بيننا" ج157.. روايات عربية
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.