عبد اللطيف ونبيل وسيف وفيصل يلعبون الورق، يتعالى صوت جدالهم، يُفتح الباب وتدخل سعاد وقد بان عليها الإرهاق الشديد تلحظهم، تسمع صوت سارة تبكي تصعد بسرعة إلى غرفتها، ترفعها من مهدها وتطبطب عليها، يدخل عبد اللطيف ويقف أمام المرآة يهذب شعره تحدق به.
- لا يهمك شيء، قاعد تلعب مع إخوانك ولا تعبأ بصراخ البنت.. أي نوع من الرجال أنت؟!
يستدير ويرمقها بنظرة معترضة:
- نعم يا مدام سعاد هل حرام علي أن أرفه عن نفسي قليلًا.. ألا يكفي الغم والنكد الذي أتجرعه كل يوم!
- النكد أنت الذي تصنعه، أيعقل أن أكون في العمل والبنت تصرخ، وحضرتك تريد أن ترفه عن نفسك وتتسلى.
يلقي المشط على الأرض بانفعال:
- إنك أصبحت مملة وصارت حياتي معك صعبة.. أفضل شيء أن أخرج كي أشم هواء نقيًّا.
ينصرف ويصفق الباب بقوة معلقة بعصبية:
- هكذا أنت تتهرب من مسؤولياتك.. بئس الزوج أنت!
أبو ماجد وأم ماجد وماجد يتناقشون مع والدي العروس، يحاول أبو ماجد إقناع والد العروس وماجد مطأطئ رأسه بحزن، وأم ماجد يظهر عليها الارتباك وهي تنصت لأم العروس تهز رأسها باستياء.
هناء وخلود ووفاء وعادل يجلسون في غرفة الضيوف، والساعة أصبحت التاسعة ليلًا، يفتح الباب بغتة يدخل أبو ماجد وماجد ثم أم ماجد، يظهر عليهم الضيق، ماجد يصعد إلى غرفته ووجهه مصفرًا، يجلس أبو ماجد وأم ماجد، تبادرهما هناء بالاستفسار:
- ها يا والدي ما الذي حدث معكم، يبدو أن ماجد زعلان ومتضايق:
ينظر إلى أم ماجد مجيبًا بامتعاض:
- لا يا ابنتي لم يوافقوا...
ترفع حاجبيها بتعجب:
- ولماذا لقد قالت أمي: إنهم وافقوا على ماجد وسيحددون موعدًا لقراءة الفاتحة؟!
تتنهد بهَمٍّ:
- يريدون مهرًا ألفين دينار وبيتًا مستقلًا لها، هذا غير هدية الخطوبة طقم ذهب و٦٠٠ دينار فوقها، ويريدون حفلة الزفاف في فندق.
- يا إلهي.. وماذا قلتم لهم؟
- قلنا معاشه ٢٥٠ دينارًا لا يستطيع على هذه الطلبات كلها.
- وماذا بعد! ما آخر كلامهم.
- لا يوجد كلام انتهى كل شيء، وسنبحث له عن عروس أخرى.
تطرق أم ماجد هنيهة:
- حسرتي عليك يا بني ضاعت فرحتك.. آخ.
- اذكري الله يا أم ماجد بنات الحلال كثر.. لم يتوقف الأمر عند أولئك الجماعة!
- لا إله إلا الله.
تلوي شفتيها وتوسد خدها بكفها.
- اقرأ أيضاً رواية الأيام بيننا الجزء الأول
- اقرأ أيضاً رواية "الأيام بيننا" ج154.. روايات عربية
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.