رواية الأيام بيننا الجزء 152

في الفسحة، يقف عادل أمام السبورة، ولؤي جالس على مقعده أمام الدرج، ينظر إليه وهو يرسم وجهًا يبتسم، تلتقي أعينهما ويضحكان.

في الطابق الخامس، وفي إحدى غرف المرضى، تعطي وفاء المريضة الدواء، ثم تقيس ضغطها، يمرق الطبيب عمر ورئيسة القسم الممرضة شريفة يتبادلان الحديث، تلحظهما وفاء وتعتريها حالة من القلق وتتابع قياس ضغط المريضة

تنهي مناوبتها، وتدلف خارج المشفى، وتركب حافلة المشفى، وتصعد أماني وتجلس في المقعد الذي بجانبها، ثم تصعد ممرضات المناوبة الصباحية وتتحرك الحافلة.

الساعة تدق الرابعة عصرًا، أم ماجد في المطبخ تنقي العدس، يرن الهاتف ترفع السماعة، تتحدث وترتسم ابتسامة عريضة على وجهها، تنتهي المكالمة وتضع العدس في القدر، وتشعل تحته عين الموقد، وتخفضه، وتضع الغطاء مواربًا، يغمرها الفرح والارتياح، تتوجه صوب غرفة الأولاد تجد ماجد يقرأ مجلة العربي الثقافية ويتصفحها:

- ها يا ماجد لك البشرى.

يعدل من جلسته ناظرًا إليها بالاهتمام وفي باله رد أهل العروس:

- ها يا أمي هل وافقوا؟

تهز رأسها باسمة:

- نعم، وافقوا وسنذهب لتحديد موعد قراءة الفاتحة... مبارك يا بني.

يعانقها بسرور:

- الله يباركِ فيك يا أمي...

يرفع يديه مغتبطًا:

- الحمد لله رب العالمين.

- لولولوي... اللهم اجعلها فاتحة خير عليك.

تلتفت وفاء وخلود وهما في غرفة الجلوس تشاهدان التلفاز لصوت الزغردة باستغراب:

- الظاهر أن أهل العروس قد وافقوا.

- نعم صحيح، الآن ماجد لا تسعه الدنيا من الفرحة.

تومئ رأسها باستياء:

- حسرة علينا لا خطاب يأتون ولا ما يحزنون.

- استغفري الله يا وفاء، وارضي بما قسمه الله لك.

تزفر زفرة طويلة، وتتكئ بمرفقها على مسند الصوفة... تبادرها قائلة:

- أين هناء يا خلود؟

- في الجامعة... بعد قليل ستأتي... لماذا تسألين عنها؟

تحرك رأسها حسرة:

- كي تشاركنا همنا...

- لا حول ولا قوة إلا بالله...

في قاعة المحاضرات، تجلس هناء على المقعد تراجع المحاضرة السابقة، تدخل فجأة هدى وصديقتها أميمة، تجلسان في آخر القاعة، تحدق بهناء وتشيح بوجهها عنها مقطبة حاجبيها، تتناجيان وتبتسمان، تكتف يديها بكدر محدثة نفسها: "تتحدثين عني يا هدى أليس كذلك؟ حسنًا سأريك كيف تضحكين علي وسألقنك درسًا لن تنسيه طيلة حياتك!

تستدير إليها وتحدجها بنظرة تشي بتحديها وتوعدها بينما تبدي هدى عدم الاكتراث لنظراتها.

- اقرأ أيضاً رواية الأيام بيننا الجزء الأول

- اقرأ أيضاً رواية "رواية الأيام بيننا ج١٥٣".. روايات إجتماعية

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة