رواية الأيام بيننا الجزء 147

في غرفة البنات، تتكئ بكوعها على الوسادة سارحة تفكر، تلحظها خلود متسائلة:

- ما بالكِ يا وفاء؟! منذ مدة أراكِ مشغولة البال تفكرين! تتنهد بعمق:

- لا شيء يا خلود، أمر في العمل يضايقني.

- ما هو؟! إن شاء الله خير.

- منذ أكثر من يومين تجادلت مع الطبيب عمر.

تعقد حاجبيها مستغربة:

- مرة أخرى! لماذا هذا الطبيب يستقصدك؟!

- لا أعلم! الظاهر يريد أن يثبت للجميع أن له كلمة مسموعة في المشفى.

- وهل تتوقعين أن يشتكي عليك إلى رئيسة التمريض؟!

- أتوقع أن يصلني إنذار من رئيسة التمريض زبيدة.

- اللهم اجعله خيرًا يا رب.

يقاطعهما صوت ماجد ينادي

- يا خلود أعدي لي دلة شاي، المباراة على وشك البدء.

- حاضر يا ماجد...

تلوي شفتيها وتنتاب وفاء ضحكة خفيفة، تنهض وتدلف إلى المطبخ وتفتح الصنبور، تعبئ الدلة بالماء، وتضعها على عين الموقد متذمرة في سرها: "آه كيف لي أن أتخلص من طلبات ماجد التي لا تنتهي، لا يمل من شرب الشاي... مخافة الله يرتشف ثلاث دلات شاي وقهوة في اليوم! أووه ما هذا لماذا لا يخدم نفسه بنفسه؟! يمرق عليّ فجأة تنتبه إليه خلود منادية:

- هيي عليّ تعال أريد أن أقول لك شيئًا.

يقبل ويضع يده على خاصرته:

- نعم ماذا تريدين؟!

- البارحة شاهدت كيسًا به ملف مكتوب عليه مناقصة شركة الكهرباء الجديدة، لكنه فارغ لا يحوي شيئًا، هل يخصك هذا الملف؟!

تتسارع نبضات قلبه ويتنفس سريعًا:

- نعم لي... وما شأنك أنت تفتشي من ورائي؟!

- لم أفتش يا عليّ... واضح أنه لا يحوي أي ورق.

- حسنًا هاتيه أريده.

- لا تخف حالما أنتهي من الشاي، سأجلبه لك.

يرد بتوجس:

- قلت لك هاتيه أنت لا تفهمين؟! أين وضعيته؟

- رويدك لا تغضب... في دفة المنضدة...

تطرق هنيهة:

- لماذا أنت مستعجل؟! قلت لك ريثما أنتهي سأعطيك إياه.

- الأمر مهم...لا تثرثري كثيرًا.

- كما تريد...

تنظر إليه بتعجب، يدير ظهره ويتجه نحو غرفة الجلوس.

تتساءل بحيرة:

- ما باله علي؟! لماذا ارتعب بهذا الشكل... اللهم استر يا رب.

تدلف إلى غرفة الجلوس، ماجد ممدد على الصوفة عاقدًا كفيه خلف رأسه، مستندًا على مسند الصوفة يشاهد المباراة، تضع الصينية على الطاولة، يتذمر ماجد:

- ابتعد يا عليّ أريد أن أشاهد المباراة.

- انتظر قليلًا... أين وضعت الكيس يا خلود؟

تنظر إليه بتعجب:

- ما بالك ها هو... خذ.

يلتقط الكيس وينصرف، ترفع كتفيها مستغربة.

- اقرأ أيضاً رواية الأيام بيننا الجزء الأول

- اقرأ أيضاً رواية "الأيام بيننا".. ج148 روايات اجتماعية

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة