عليّ ويوسف في أحد المراقص الليلية يرقصان ويشربان.
في السوق المركزي وفي فترة الاستراحة، ماجد يجلس مع جمال يتناولان الإفطار، يمرق وائل ويحدق بهما، يرتشف ماجد الشاي ويشيح بوجهه بعيدًا عنه...
عند الساعة الرابعة عصرًا يدلف ماجد إلى غرفته مزمجرًا، يلمحه عادل وتدخل وراءه أم ماجد بقلق، يجلس على المقعد مقطبًا حاجبيه باستياء، تقف أمامه أم ماجد متسائلة بنبرة وجلة:
- ماذا دهاك يا بني؟! ما الذي حدث؟!
يجيب بانفعال:
- يكفي يا أمي! كل شيء انتهى.
- انتهى! ما الذي انتهى ؟! قل لي ماذا حدث معك بالضبط!
يلوح بيده بحنق:
- لا أريد الاستمرار في هذا العمل! سأقدم استقالتي غدًا.
ترد بامتعاض:
- ما الذي تقوله؟! هذا عملك... ألا تريد أن توفر كي تتزوج ؟!
يرفع نبرة صوته:
- ما الذي جاء بسيرة الزواج؟! الرزق على الله وسأبحث من الغد على عمل... يكفي انتهى كل شيء لا أريد نقاشًا في هذا الموضوع.
تخرج أم ماجد من الغرفة وقد بدا عليها الهم والحزن.
في الصباح وفي الساعة الثامنة والنصف، ماجد في مكتب المدير سلطان يقف أمام المكتب وينظر إليه المدير باستغراب، يمد يده ويسلمه ورقة الاستقالة يوقعها المدير سلطان، يأخذها ماجد ويغادر.
في المشفى سعاد تجلس مع إيمان في غرفة الممرضات، تبادرها إيمان قائلة:
- ها يا سعاد كيف حالك وحال أهلك هل تصالحتما؟
ترد بكدر:
- لا لم نتصالح، الظاهر أن الأمر صعبٌ جدًا، أبي غاضب وأمي لا تريد أن تسامحني!
- حاولي يا سعاد ولا تتركي الأمر هكذا! كلما طال الخصام ساءت أحوالك مع زوجك وأهله أكثر، أهلك هم سندك وعونك.
- ماذا أفعل؟ أهلي يشعرون بالإهانة والأمل في التصالح صار بعيد المنال.
- لو كنت مكانك، لن أسمح لأي شيء يبعدني عن أهلي، ما بالك يا سعاد هؤلاء أهلك عضدك! لا تنصتي لزوجك وأهله لا يريدون إلا مصلحتهم.
تنظر إليها بحيرة وتلوذ بالصمت.
بعد صلاة العشاء يلتقي أبو ماجد بأبي غانم مستهلًا كلامه بالقول:
- السلام عليكم، كيف الحال يا أبو ماجد؟
- وعليكم السلام، كيف حالك أبو غانم؟
- الحمد لله بخير، سمعت أن ولدك ماجد يريد أن يعمل في شركتي.
- ما الذي تقوله؟! حقًا لا أعلم يا أبا غانم!
- ربما أم العيال نسيت إبلاغك، لأنها تحدثت مع أم غانم في هذا الموضوع.
- ربما.. جزاك الله خيرًا أبا غانم، وإن شاء الله سأتابع هذا الموضوع.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.