أبو ماجد في غرفة الجلوس يقرأ القرآن، يدخل عادل وبيده الشهادة يتربع بجانبه، ينهي قراءته ويلتفت إليه متسائلًا:
- ها يا عادل ما بالك؟
يقبل المصحف ويضعه على المنضدة، يجيبه وهو ينظر إلى الأرض:
- هذه شهادتي يا أبي... أخفقت في مادتين!
يأخذ الشهادة وينظر إليه:
- حسنًا.. انتبه لدروسك، وكف عن اللعب بالأتاري.. هل فهمت!
يهز رأسه وينظر بطرف عينه:
- على أمرك يا أبي.
في السوق المركزي ماجد يرتب المعلبات على الأرفف، يمسك آلة ختم الأسعار ويطبع الأسعار على المعلبات، يقبل جمال:
- السلام عليكم يا ماجد.
- وعليكم السلام.
يضع يديه على خاصرتيه بحيرة، ينظر إليه مستفسرًا:
- مالي أراك مرتبكًا! هل يوجد شيء تود قوله؟!
- بل قل أشياء! آخ... هل تعلم يا ماجد أن وائل اشتكى علينا عند المدير سلطان.
يرد بفتور:
- وماذا في ذلك! دعه يفعل ما يريد لن أهتم أبدًا الرزق على الله.
يجيبه باستغراب:
- كيف لا تهتم؟! هذا عملنا الذي نعتاش منه، هل تريد أن تخرب بيوتنا؟!
يرد بعدم اكتراث:
- يا رجل توكل على الله، فليفعل ما يحلو له، نحن نعمل بإخلاص والله مطلع على كل شيء.
- والنعم بالله، لكن أنت تدري هذا عملنا ولا نريد أن تخسره بسبب شخص مثل وائل! ثم أنت تعلم يا ماجد أنه من الصعب أن نجد عملًا بمميزاته هذه الأيام.
يرد بثقة:
- لا عليك لن نخسر عملنا ما دمنا نقوم بكل ما يطلب منا على أكمل وجه... استرحِ لا تقلق.
في البيت أم ماجد في غرفة النوم ترتب ملاءات السرير والنافذة مشرعة، تتسلل نسمة لطيفة تجلس على السرير، تصمتُ فجأة وتتذكر سعاد يوم أن تشاجر أبو ماجد مع زوجها عبد اللطيف ثم تبكي بحرقة.
عليّ ويوسف يتجولان في أحد المتاجر يتحدثان ويضحكان، يجلسان ويطلبان كوبين من العصير، ينظران إلى فتاة تجلس مقابلهما يغمزان لها، تنظر إليهما بتضايق وتغادر، يتهامسان ويضحكان.
عند العصر يجلس ماجد على الكنبة الطويلة وبجواره أم ماجد تبادره بالسؤال:
- كيف حال عملك في السوق يا ماجد؟ إن شاء الله أصبح أفضل.
يتنهد بعمق:
- ماذا أقول لك يا أمي! هذا الوائل يضايقني كثيرًا.
- لا حول ولا قوة إلا بالله! ما باله هذا الوائل لماذا يفعل معك هكذا؟!
- يتحجج أنني أهمل في عملي وأقضي الوقت أتحدث مع جمال!
- انتبه لعملك يا بني، لا تجعله يمسك عليك زلة!
يرد بامتعاض:
- ما الذي تقولينه يا أمي، أنا لا أقصر في عملي، لكنه هو يريد أن يوظف ابن خالته مكاني، ويفتعل المشكلات كي يزيحني ويضع قريبه بدلًا مني!
يلوح بيده بانفعال يتأفف ويلقي وسادة الكنبة ويغادر، تنظر إليه باستياء.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.