وائل يجلس أمام مكتب المدير سلطان يتحدث ويستمع إليه باهتمام:
- يا سيدي المدير الموظفان ماجد وجمال لا يريدان أن ينفذا ما أطلبه منهما، ويقضيان معظم الوقت في شرب الشاي والحديث.
- حسنًا ألاحظت أي تقصير أو أخطاء في عملهما؟
- حقيقة لا، لكنهما في وقت الاستراحة يجلسان فترة تتجاوز وقت الاستراحة!
- على العموم سأتابع الموضوع وإذا حدث أي تقصير أو إهمال سأحاسبهما.
يبتسم ابتسامة باهتة:
- إن شاء الله حضرة المدير.
سعاد تدخل غرفة النوم ويدلف خلفها عبد اللطيف، يغلق الباب تفتح خزانتها تتناول حقيبتها تخرج بعضًا من النقود وتعطيها له، يبتسم بخبث وتتنهد بقلق.
ماجد في غرفة الجلوس يتربع على المرتبة يقرأ الجريدة، ينادي على هناء:
- يا هناء حضِّري لي إبريق شاي.
في المطبخ تجلس هناء على الكرسي أمام طاولة التحضير، تشرب الشاي تسمع صوت ماجد، ترد ببرود:
- حاضر يا ماجد حاضر يا أخي!
بعد عشر دقائق تدخل هناء الغرفة وتجلس على الكرسي مزمجرة عاقدة حاجبيها تنظر إليها خلود مستغربة:
- ما بالك يا هناء؟!
ترد بتضايق:
- ما هذا! كنت في المطبخ وسمعت ماجد ينادي علي يطلب مني أن أعد له الشاي.
تهز رأسها:
- مثلما فعل معي تمامًا، لا تهتمي عزيزتي.
تحدق بها بانفعال:
- وكيف لا أهتم؟! هل أنا خادمة عنده؟! لماذا لا يخدم نفسه بنفسه؟!
- ماذا نفعل؟! إذا تكلمنا تغضب أمي وتحرض والدي علينا!
تضرب كفًا بكف:
- لا حول ولا قوة إلا بالله.
عادل يدق الباب، أم ماجد توضب الثياب:
- أدخل.
يدلف ويجلس بجانبها، تنظر إليه متسائلة:
- ما بالك أراك مرتبكًا هل يوجد شيء؟
يمد يده ممسكًا بورقة:
- هذه شهادتي يا أمي... وقد أخفقت في مادتين!
- لماذا يا عادل؟! أرأيت عندما كنت أقول لك أدرس ولا تسمع الكلام.
يرد بنبرة متوترة:
- هل ستخبرين والدي؟
- طبعًا سأقول له ولن أخفي عليه شيئًا.
- أخاف أن يؤنبني ويحرمني من المصروف.
- لا تخف، وانتبه لدروسك، وعدني أن تجتهد وتعدل من درجاتك.
- إن شاء الله يا أمي.
أبو ماجد يقود سيارته ويشرد بتفكيره بما جرى بينه وبين أبو سعد من جدال صباح اليوم، تضيء الإشارة الحمراء يتوقف ويتكئ بكوعه على نافذة السيارة ويسحب نفسًا عميقًا إلى صدره.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.