أم ماجد في المطبخ تُحرِّك الطعام في القدر على موقد الغاز، تتمتم في سرها: "أم فواز تريد ابنتي وفاء لابنها منصور، آه... أم فواز أختي وأفضل من الغريب، الذي فعل بنا الأفاعيل وقلب ابنتنا علينا! يا رب وفقنا واهدنا".
على الكنبة المفردة الجانبية باتجاه النافذة تجلسُ وفاء تشاهد التلفاز وهي شاردة الذهن، يحضر ماجد ويجلس على الكنبة المفردة بمحاذاتها، ينادي على هناء:
- يا هناء أين أنت؟!
تلتفت إليه مجيبة:
- هناء تدرس وغدًا عليها امتحان.
يتلفت حوله:
- حسنًا أين خلود؟!
تقاطعه:
- لا أدري! هل يوجد شيء؟ ماذا تريد منها؟!
- أريد أن تعد لي غلاية شاي، في بالي أشرب شاي.
ترد عليه:
- لماذا لا تعمل أنت؟! ماذا ينقصك؟!
يحدق بها بغضب:
- أنا أعمل؟! هل أنت مجنونة! ثانيًا لا دخل لك، ابق على الأفلام الأجنبية وانشغلي بنفسك أفضل لك!
تشيح بوجهها بعيدًا عنه بامتعاض.
في غرفة البنات تدلفُ وفاء وتغلق الباب وقد بدا عليها الوجوم، هناء تجلس أمام الطاولة تدرس، خلود على الكرسي مقابل السرير تقرأ كتابًا، تلحظ استياء وفاء:
- ما بالك عاقدة حاجبيك هل حدث شيء؟!
ترد بانفعال:
- تصوري ماجد يريد منك أن تعدي له كوبًا من الشاي!
تجيب بضيق:
- أنا مشغولة ما باله لا يشعر بنا؟!
تتهكم:
- بالطبع حبيب والدته...البكر.
تستدير هناء معقبة بتململ:
- توقفا أريد أن أركز على الامتحان... دعونا من ماجد ونوادره!
تضحكان وتتبادلان النظرات.
فجأة تدخل أم ماجد وتقف عند الباب موجة كلامها لخلود:
- ما بك يا خلود لماذا لم تعد الشاي لأخيك؟!
تقطب حاجبيها:
- أمي أنا أدرس وليس لدي الوقت الكافي لطلبات البيت!
تتحدث بنبرة متضايقة هناء ووفاء تنظران لأم ماجد:
- حسنًا أنا سأذهب وأعد الشاي له.
تخرج وتغلق الباب، وفاء تتربع على السرير معلقة:
- والله لا أدري ما هذا الدلال الذي يعيشه ماجد؟!
تمط شفتيها:
- على رأيك! حتى راتبه يعطي لأبي بضعة دنانير ويتذمر! وأنت تعطيه كل راتبك ولا يتبقى لك إلا اليسير منه!
تلتفت مؤكدة:
- ألا تعلمان الأنانية المسيطرة عليه! لم يفكر في يوم إعطائي أنا أو خلود ولو حتى دينار، يده مغلولة!
تؤيد:
- هكذا هو يحب نفسه، وأمي تداريه وتطبطب عليه ولا تسمح لوالدي بمعاقبته!
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.