خوله كامل عبدالله الكردي أغسطس 9, 2023, 12:32 م

رواية "الأيام بيننا"ج87.. روايات اجتماعية

أبو ماجد في غرفة الضيوف يشاهد التلفاز، سانداً ساقاً على الأخرى فنجان القهوة على الطاولة، يمر علي ينتبه إليه ويلتفت متسائلاً:

تعال يا عليّ... إلى أين أنت ذاهب؟!

يخفض رأسه وينظر من طرف عينه:

- أريد الذهاب إلى المطعم مع يوسف.

يعدل جلسته وينصب ظهره:

- ألم ننتهِ من هذا اليوسف! إلى متى ستبقى هكذا مستهتراً لا يهمك شيء، ثم قل لي لماذا تتأخر عن عملك؟! اتصل بي أبو غانم يسألني عن سبب غيابك عن العمل.

يجيب بإنكار:

- لا لم أتغيب عن عملي.

يرفع صوته بغضب:

- يعني الرجل يكذب!

تحضر أم ماجد على صوت أبو ماجد ينهر عليّ ويوبخه، يتضايق ويعود لغرفته... يدلف إلى الغرفة ويصفق الباب بقوة يلقي نفسه على السرير ويخلع حذاءه ويقذفه على الباب، يأخذ الوسادة ويضعها على وجهه مزمجراً.

أبو ماجد يتنهد باستياء تجلس أم ماجد على الكنبة المقابلة له، يبادر إلى القول:

- هذا الولد لا يعرف مصلحته يركض خلف يوسف، ولا أعلم ماذا يفعل معه من مصائب وأنا لا أدري! لكني سأعرف يوماً وأحاسبه حساباً عسيراً.

- لا حول ولا قوة إلا بالله، وأنا كذلك عجزت معه، دعنا نصبر عليه يا أبا ماجد فهو ولدنا أولاً وآخراً، هكذا الذين في سنه متهورين لا يعرفون المسؤولية.

يضرب كفيه ببعضهما البعض:

- أي سن؟! كبير بما يكفي أن يدرك الفرق بين الخطأ والصواب، أتعلمين أن أبا غانم اتصل بي يسألني عن سبب تغيبه عن العمل!

تضع كفها على خدها مستاءة:

- هذا الذي ينقص! عرضت وجهي لأم غانم ويفعل بي هكذا ويحرجني أمامها!

سعاد تجلس على الكرسي في غرفتها وتضع يدها على رأسها، يدخل عبداللطيف ويجلس على السرير ويتكئ بكوعه على الوسادة مقابلها:

- ما بالك يا سعاد؟! هل أنت مريضة؟!

ترد بانفعال:

- لا بل قل مقهورة.

يقطب حاجبيه:

- سلامتك من القهر، من ماذا لا سمح الله.

- أمك يا زوجي العزيز تريدني أن أساعدها في شغل البيت، وهي تراني أذهب إلى العمل ولا أعود إلا في وقت متأخر من الليل!

يطمئنها:

- لا عليك سأكلمها وأتفاهم معها في هذا الموضوع، المهم لا تحزني ولا تهتمي.

تشيح بوجهها وتغمغم بكلمات غير مسموعة.

بقلم خوله كامل عبدالله الكردي

حاصلة على الماجستير في الإدارة التربوية ، خبرة في كتابة المقالات والقصص والروايات.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة

آداب

قراءة في رواية "شآبيب" للكاتب أحمد خالد توفيق

ديسمبر 4, 2023, 8:39 م - ميساء محمد ديب وهبة