في غرفة الممرضات تجلس سعاد وبجانبها إيمان، تنسكب الدموع من عينيها، تربت إيمان على كتفها مواسية:
- لماذا الآن تبكين يا سعاد؟ هكذا هي سامية غيرتها عمياء لا تتحمل أي ممرضة أفضل منها في هذا القسم!
تمسك بالمنديل وتجفف دموعها:
- لكن ليس إلى هذه الدرجة يا إيمان، أشعر أنها تترصدني وتريد السوء لي.
تخفض نبرة صوتها:
- اسمعي مني واشتكي عليها إلى المسؤولة نيڤين كما اشتكت عليك العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم، هذه النوعية من البشر لا ينفع معهم إلا القوة.
تسهم ثم تنظر نظرة تحدٍ:
- من الواضح أنني سأغير معاملتي معها ومع صاحبتها إيناس بشكل كبير.
في السوق المركزي، يقفُ ماجد عند ثلاجة العرض، ويضع ملصقات الأسعار على المواد الغذائية، يحضر وائل ويقف يراقبه، يفتح ماجد عينيه باستغراب:
- ماذا تريد؟ لم تنظر إلي هكذا؟!
يضع يديه على خاصرتيه:
- لا شيء فقط أردت أن أرى كيف يسير العمل!
يرد بتهكم:
- ومن أنت حتى تراقبني! ثانياً لا أستطيع العمل وهناك من يراقبني!
يعدل قميصه ويشد ظهره:
- ألا تعلم أنه تم تعييني مشرفاً على هذا الفرع، إذن أنا مسؤولك وعليك أن تنفذ أوامري!
يصوب إصبعه ناحيته باندهاش:
- أنت مسؤولي أنا!
يرفع حاجبيها:
نعم أنا مسؤولك هل لديك مانع!
يرد باستخفاف:
- كلا سيدي المشرف، تفضل أشرف عليَّ!
في الساعة السادسة مساءً، يجلس ماجد على السرير متربعاً وعادل يلعب الأتاري، تدخل أم ماجد فجأة وتنظر إلى عادل وتهز رأسها أسفاً، ثم تجلس على طرف السرير:
- ها ما بالك يا ماجد؟ منذ أن عدت من العمل وأنت ساهم لا تود الحديث مع أحد!
يمرر أصابعه بين شعره:
- لا أدري يا أمي، لم أعُد أتحمل العمل في السوق المركزي!
تنظر إليه متعجبة:
- لماذا يا بني ما الذي حدث؟!
يتأفف:
- يضايقوني في عملي ويدققون على كل صغيرة وكبيرة، وبخاصة المدعو وائل تعرفين أنني لا أطيقه! لقد عينه المدير سلطان مشرفاً علينا!
تستغرب:
- وما الذي يضيرك في ذلك؟! قم بعملك ولا تهتم به.
قال بامتعاض:
- هذا بالأمس كان عاملاً، يصبح بين يوم وليلة مشرفاً على فرع السوق كله.
تتساءل:
- ما شأنك به؟! قدر الله له ذلك... ماذا نفعل!
يقطب حاجبيه باستياء:
- سأستقيل وأبحث عن عمل آخر.
تحدق به وتسحب نفساً عميقاً.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.