أبو ماجد يجلس في غرفة النوم على الكرسي مقابل السرير، يلبس نظارته الطبية عاقدًا ساقيه يقرأ الجريدة، والمكيف ينشر هواءه البارد بهدوء في الغرفة، يرنُّ جرس الهاتف الموضوع على المنضدة بجانبه يرفع السماعة مجيبًا:
- ألو
أبو غانم على الطرف الآخر مُرحبًا:
- ألو كيف حالك يا أبا ماجد.
- حياك الله يا أبا غانم، بخير والحمد لله كيف حالك أنت وحال العيال.
- الحمد لله الجميع بخير يا أبا ماجد.
- نعم، تفضَّل يا أبا غانم، هل يوجد شيء ممكن أن أساعدك به.
- لا... بارك الله فيك أنت صاحب واجب، بصراحة اتصلت بك يا أبا ماجد لأسألك عن سبب غياب علي عن عمله!
يرد باندهاش:
- ماذا تقول يا أبا غانم، والله لا أعلم أنه متغيب عن عمله.
قال:
- يومان منقطع عن عمله ولم يخبر مسؤوله! أرجو أن تخبره أن يباشر عمله حتى لا يتم إنهاء خدماته.
يرد بتوتر:
- ماذا إنهاء خدماته! لا حول ولا قوة إلا بالله، لا عليك يا أبا غانم سأتحقق من الأمر وإن شاء الله من الغد سيعود إلى عمله.
- إن شاء الله على خير يا أبا ماجد، أعذرني لقد أقلقتك بهذا الموضوع!
يرد بثقة:
- لا عليك يا أبا غانم، كل شيء سينصلح حاله بإذن الله تعالى.
في غرفة الممرضات تجلس سامية بجانب إيناس على المقعد الجلدي الطويل مقابل المكتب تتحدثان، تبادر سامية بالقول:
- هل رأيت سعاد؟ لقد تركت المريضة الحاجة أم يحيى وذهبت دون أن تعطيها الدواء فقد كان ضغطها مرتفعًا!
تفتح عينيها على اتساعهما:
- لا... لا تقولي ذلك.. إلى هذه الدرجة! لا أعرف لماذا تقوم بهذه التصرفات غير المسؤولة!
تعض على شفتيها:
- لا تدرين أنت مسكينة! هذه مغرورة وسوف ترين ماذا سأفعل بها، سألقنها درسًا لن تنساه.
تحدق بها بلهفة:
- ماذا ستفعلين يا سامية؟!
تكتف يديها على صدرها وتتنفس بعمق:
- ستأتيك الأخبار، عندما أشتكي عليها لرئيسة التمريض.
تبتسم بتشفٍ:
- آخ منك يا سامية، الظاهر أنك لست سهلة.
تعقد ساقيها وتضحك.
تدخل سعاد إلى البيت، أم عبد اللطيف تجلس على الكنبة وتتكئ بكوعها على الوسادة ضامة ساقيه تحدق بسعاد بنظرة استهزاء:
- السلام لله! هل يدخل المرء من غير أن يلقي السلام.
تجلس مقابلها مجيبة بفتور:
- السلام عليكم عمتي.
ترفع حاجبيها بتعجب:
- الحمد لله أنك أعرتني اهتمامك ونظرت إليّ!
ترد باستغراب:
- ما بالك يا عمتي هل بدر مني شيء أزعجك؟!
ترد بضيق:
- بل قولي ما فعلته أمك! لقد أرادت أن تضع ابني في السجن أم نسيت.
تصمت لثوان مجيبة بانزعاج:
- هذا ليس ذنبي!
تتهكم:
- ذنبك أو ليس ذنبك، المهم يوجد عمل كثير في البيت، ساعديني أنا مريضة ولا أستطيع القيام بعمل البيت كله!
- حسنًا يا عمتي.
تقاطعها:
- ثم تعالي إلى هنا، لماذا أنت انطوائية انزلي من غرفتك واجلسي معنا... أم لسنا من مقامك سيدة سعاد.
تجيب بامتعاض:
- كلا يا عمتي حاشاكم أنتم على الرأس من فوق.
- حسبت أنك تتكبرين علينا، وعلى ماذا فأهلك لهم سوابق في المشكلات!
تعقد حاجبيها بضيق:
- أرجوك عمتي أنا متعبة ولست في مزاج الجدال!
ترفع نبرة صوتها بغيض:
- ماذا تقصدين يا بنت سالم! هل تقصدين أنني أفتعل المشكلات!
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.