أم ماجد في بيت أم فواز، تجلس على الصوفة بجانبها وعلى الطاولة الصغيرة فنجاني قهوة وطبق مكسرات، تشتكي قائلة:
- هل رأيت يا أم فواز ما حدث لنا؟
ترفع فنجان القهوة وترد:
- ماذا بإمكانكم أن تفعلوا يا أختي هؤلاء أناس لا يخافون الله! يريدون أن يتحكموا بابنتكم ويأخذوا راتبها بالخداع والحيلة!
تتناول فنجان القهوة وترتشف قليلًا ثم تستطرد:
- هذا حالنا! خدعتنا أم عبد اللطيف، وأنا أمَّنت لها واعتبرتها مثلك تمامًا، لكنها التفتت علينا وعرفت كيف تسحب سعاد إلى طرفها.
تهز رأسها:
- لا حول ولا قوة إلا بالله.
سعاد عائدة من العمل تدلف إلى البيت تشاهد أم عبد اللطيف تجلس على الكنبة ترتشف الشاي تنظر إليها بامتعاض، تضم شفتيها وتشيح بوجهها عنها، تتنهد سعاد باستياء وتتجه إلى غرفتها وقد بدا عليها الوجوم.
ما زال عليّ نائم في شقة يوسف، يدخل يوسف ويجلس على الكرسي مناديًا:
- يا عليّ انهض الوقت يشارف على العصر، هيا تنشط وانهض.
يتثاءب مجيبًا:
- ماذا تريد أنا منذ البارحة لم أنم، دعني أرتاح قليلًا.
يضع رجله فوق الأخرى ممسكًا بورقتين يضرب بهما على كفه:
- هيا انهض لك عندي مفاجأة جلبت لك تذكرتين إلى بانكوك حتى نسافر ونستمتع بالحياة.
يرفع رأسه بحماس ويعدل جلسته ثم يتربع على الكنبة معقبًا بشغف:
- هل أنت جاد؟! يا سلام أحلى خبر سمعته في حياتي! أنت حقًا ينطبق عليك قول الصديق وقت الضيق!
يضحك ويسند رأسه إلى الخلف:
- هههههه.. ههههه.
في بيت أبي عبد اللطيف وفي المطبخ تقف أم عبد اللطيف أمام موقد الغاز تحرك الطعام في الإناء، يدلف عبد اللطيف ويسلم:
- السلام عليك يا أمي، يعطيك العافية.
يقبل رأسها وترد بانزعاج:
- وعليك السلام لقد عدت مبكرًا.
يقف بجانبها وينظر إليها وهي تطبخ:
- نعم يا أمي، اليوم هو آخر يوم في الدراسة، وستبدأ العطلة الصيفية من الغد.
تحرك شفتيها بامتعاض:
- إلى الآن زوجتك لم تعُد، والبيت تعمه الفوضى، من سيرتبه؟!
يأخذ قطعة من الخيار في طبق على الطاولة مجيبًا:
- يا أمي سعاد تعمل ممرضة وتعلمين عمل التمريض كله مناوبات لساعات طويلة ولا تستطيع أن توفق بين عملها وعمل البيت!
تجلس على الطاولة وتتناول سكينًا وتشرع بتقطيع البطاطا مجيبة باعتراض:
- آه.. يعني كل شغل البيت على ظهري.
يجيب بتعجب:
- ما بالك يا أمي؟! لماذا لا تساعدك أمل فغدًا ستبدأ العطلة الصيفية للمدارس.
ترفع حاجبيها باستياء:
- أمل في المدرسة وهي صغيرة وأخاف على صحتها، ولا أريد أن أجهدها قبل أن يأتي نصيبها، أريد أن أدللها.
يجيب باستغراب:
- ما هذا الكلام يا أمي أمل طيلة النهار إما تجلس أمام التلفاز تأكل أو تستمع إلى الأغاني وتتحدث مع صديقاتها بالهاتف، ثم تعالي أقول لك من قال إنها صغيرة عمرها 18 عامًا وهي ما زالت في الصف التاسع.
تقطب حاجبيها تنهره بالقول:
- اسكت يا ولد، هل تريدني أن أبيعها مثلما باع أهل زوجتك ابنتهم، ابنتي غالية وليست رخيصة كبعض الناس!
يتأفف ويخرج.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.