سعاد تدلفُ إلى حجرتها تفتح الخزانة، تصابُ بالدهشة ثيابها وحاجاتها مبعثرة، تحدث نفسها مستغربة: "يا ترى من عبث بأغراضي؟! هل يعقل أن يكون عبد اللطيف؟! كلا.. كلا.. لا أتصور عبد اللطيف يفعلها! إذن من مد يده على خزانتي وعبث بها؟!
عادل في الغرفة متربع أمام شاشة الألعاب، يمسك الريموت بيده ويلهو بالأتاري! تدخل أم ماجد بغتة تنظر إليه باستياء وتتنهد معقبة:
- لا حول ولا قوة إلا بالله، لا أدري يا رب ماذا أفعل مع هذا الولد... أدرس يا عادل واترك اللعب.
يحدق بالشاشة ويحرك الريموت يمينًا ويسارًا، مجيبًا:
- لا تقلقي يا أمي... أنا أدرس وألعب.
تحذره:
- هل تضحك عليّ يا ولد؟! إذا علم والدك سيعاقبك ويأخذ اللعبة ويبيعها.
في السوق المركزي ماجد يجلس مع جمال يتناولان الإفطار، يمرق وائل ويلمحهما مخاطبًا:
- ها... صباح الخير أراكما تاركان العمل وتتناولان الطعام! ألا يوجد عمل لديكما؟!
يحدق به ماجد باستهزاء من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه، ثم يشيح بوجهه بعيدًا عنه ويرتشف رشفة صغيرة من الشاي معلقًا:
- أصبحنا وأصبح الملك لله، ألا ترى أنه وقت الإفطار؟! ثم من أنت حتى تحاسبنا؟!
يشير بيده إليه بضيق:
- لا شأن لك بذلك، أنا الآمر الناهي في هذا السوق بعد العم أبو غازي!
يرد بامتعاض:
- يكفي يا وائل، دعنا وشأننا نحن ملتزمون بلوائح العمل في هذا السوق، ونعرف واجبنا من غير تعليماتك!
يضع يديه على خاصرتيه ويحدق بهما ثم يغادر.
يرفع حاجبيه مركزًا عينيه على جمال مستغربًا:
- ما شأنه! كم هو مغرور هذا الشخص، يعيشُ في حلم أنه مدير للسوق.
سعاد في غرفتها تجلس على المقعد تفكر، يدخل عبد اللطيف ويغلق الباب يجلس على المقعد المقابل لها متسائلًا:
- ما بالك يا سعاد أراك ساهمة تفكرين، هل حدث معك شيء في العمل؟!
تسحب نفسًا ببطء وتسند رأسها إلى ظهر المقعد:
- لا شيء فقط كنت أفكر، بالأمس كانت خزانتي مبعثرة، تساءلت من قام بذلك، وعن ماذا كان يفتش!
يجيب بمراوغة:
- لا أعتقد أن أحدًا دخل إلى الغرفة وحاول أخذ شيء، أنت تعلمين أن أهلي أناس طيبون يحبونك كابنتهم ولا يتدخلون بيننا.
تحدق به بحيرة وتلتقي أعينهما قائلًا:
- إياك أن تتصوري أنني أنا من قمت بذلك، أنا زوجك لست بحاجة إلى أخذ أي شيء من غير علمك، فنحن واحد مالك هو مالي... أليس كذلك يا عزيزتي.
تعقد يديها على صدرها وتشيح بوجهها عنه مجيبة بفتور:
- بلى!
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.