يدلف عبد اللطيف إلى الغرفة، يلحظ سعاد تضع يدها على خدها شاردة الذهن تفكر، يجلس بجانبها متسائلًا:
- ما الذي يشغل تفكيرك يا حبيبتي؟! لعله خير.
تسند رأسها إلى الخلف مجيبة بفتور:
- لا شيء فقط أفكر في الدنيا وهمومها.
يحدق بها وتلتقي أعينهما مستعلمًا:
- هل تفكرين بما حدث بيننا وبين أهلك؟
تتنهد بتمهل مجيبة بكدر:
- لا أخفيك سرًا نعم، ما جرى بيني وبين أهلي يأخذ كل تفكيري.
يهون عليها بالقول:
- انسَ ما حدث ولا تفكري فيه، واجعليه خلف ظهرك، أنتِ زوجتي الغالية، وأنا لكِ الأهل والزوج والصديق.
تبتسم ابتسامة ذابلة.
في مدرسة الأولاد عادل يجلس في الصف الأخير، الأستاذ عبد الرحمن يشرح وينتبه لعادل وهو سرحان، يشير إليه:
- قف يا عادل، ما معنى هذه الجملة؟
يقف عادل بتثاقل:
- إمممم... إمممم...
قال:
- انتبه يا عادل جيدًا إلى الجملة، هيا أجب...
يسود الصمت في الصف، ينظر إلى لوحة الشرح بارتباك مجيبًا:
- لا أعرف أستاذ.
ينبهه قائلًا:
- راجع دروسك ولا تسرح.. هيا اجلس.
عليّ مستغرق في النوم، يفتح يوسف باب الشقة وهو يحمل بيده أكياسًا، ثم يدلف إلى الغرفة التي ينام فيها عليّ، يهزه مخاطبًا:
- هيا يا عليّ انهض، ماذا دهاك لقد تأخرت كثيرًا.
بالكاد يفتح عينيه ويتثاءب:
- ماذا تريد يا يوسف؟! أنا متعبٌ جدًا.
يرفع الغطاء عنه ويضع الأكياس على السرير ويفتح الستارة:
- هيا لا تتكاسل، ما بك يا رجل.
يجيب بنبرة متململة:
- تسألني ما بي! أنت أدرى بما بي!
يضحك باستهانة:
- ههههه... تقصد حبة الدواء السحرية! هيا قم أحضرت لك طعامًا... مؤكد أن الجوع قرصك!
ينهض ويفرك عينيه ويتناول الأكياس:
- جاء بوقته.
في الجامعة خلود تجلس في قاعة المحاضرة، تأتي أميرة مرحبة:
- صباح الخير يا خلود، كيف حالك؟
- الحمد لله بخير؟ هل حان وقت المحاضرة.
تخاطبها:
- ما بالك يا خلود؟ الوقت مبكر جدًا على المحاضرة!، هل كنت شاردة الذهن... بماذا تفكرين؟!
تجلس بجانبها مستفسرة:
- لا شيء يا أميرة أمور في البيت تشغل تفكيري.
تقترح:
- إذن ما رأيك أن نذهب إلى مطعم الجامعة ونتناول شيئًا حتى يحين وقت المحاضرة.
تهز رأسها بالإيجاب:
- فكرة جيدة...هيا بنا.
تغادران القاعة.
أبو ماجد متمدد على السرير، يتراءى أمامه ما حدث مع ابنته سعاد وزوجها، يسحب نفسًا عميقًا ويهز رأسه بحزن.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.