في المشفى وفي القسم الباطني في غرفة الممرضات، يقفُ أبو ماجد وأم ماجد يتحدثان مع سعاد، تقطب حاجبيها متحدثة بنبرة متململة:
- أنا لا أريد مزيدًا من المشكلات، أريد أن أحافظ على بيتي وزوجي!
يردُّ باستغراب:
- وهل نحن نريد الشر لك لا قدر الله، نريد الخير لك، وليس في نيتنا تدمير حياتك!
تلوذُ بالصمت وتكتف يديها، أم ماجد تجيب بنبرة متعجبة:
- ما بالك يا سعاد؟! نحن أهلك ونخاف عليك ونريد مصلحتك.
قالت باستياء:
- يكفي ما حدث، هذا الموضوع صار يضايقني.
يسودُ الصمت فجأة، تمرُّ من أمامهم إيناس وتحدق بسعاد وتنظر إلى أبي ماجد وأم ماجد باندهاش، يستطرد أبو ماجد:
- نحن جئنا كي نقنعك بأن الطريق الذي يودُّ زوجك أن تسلكيه خاطئًا وسيؤذيك كثيرًا ويجر عليك الندم.
تشيح بوجهها مجيبة بنبرة جافة:
- أنا أدرى بمصلحتي أكثر من أي شخص آخر، أرجوكما اتركاني وشأني!
يتسمر أبو ماجد مكانه من هول الصدمة وأم ماجد تؤنبها بالقول:
- نحن لسنا كأي شخص، نحن والداك.
تتأفف:
- أنا متعبة لا أريد أن أسمع مزيدًا من الكلام، دعوني وحدي!
ينظر أبو ماجد لأم ماجد نظرات كلها أسى، يستديران ويغادران المكان.
في اليوم التالي وفي الساعة الواحدة والنصف ظهرًا، يدخل عادل وحقيبته على ظهره وقد بدا عليه التعب وملابسه غير مرتبة ومتسخة، تجلس أم ماجد على الكنبة تشاهد التلفاز ثم تلتفت إليه وتوقفه متسائلة:
- أين كنت يا عادل؟! هل هربت من المدرسة؟
يجلس بجانبها ويخلع حقيبته ويضعها على الكنبة مجيبًا بارتباك:
- كلا يا أمي لم أهرب، لقد كنتُ في المدرسة.
تحدق بعينيه ويخفض بصره:
- كنتُ في المدرسة ها! ولماذا ملابسك ممتلئة بالتراب؟!
يصمتُ وينظر إلى التلفاز، تحملقُ به وتهز رأسها أسفًا.
في المساء وفي الساعة السادسة، تجلسُ أم ماجد على السرير متجهمة، يدخل أبو ماجد وينظر إليها بتعجب:
- ما بالك أم ماجد؟! أراك ساهمة تفكرين.
تتنهد بكدر وتوسد خدها بكفها:
- آه يا أبا ماجد.. عادل لا يهتم بدروسه ويقضي وقته باللعب.
يجلس بجانبها مجيبًا بحيرة:
- ليس بيدي حيلة؟ هل أضربه أم ماذا أفعل حقا لا أدري!
تنظر إليه قائلة:
- لا نفعل شيئًا... ادع الله أن يهديه ويهدي إخوته.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.