خوله كامل عبدالله الكردي يوليو 22, 2023, 6:07 م

رواية "الأيام بيننا"ج71.. روايات اجتماعية

أبو ماجد وأم ماجد يجلسان على الكنبة الطويلة، أبو ماجد يضع يديه على رأسه ويتكئ بكوعيه على رجليه، أم ماجد تنظر إلى أبي ماجد بأسى، الغضب والصدمة تظهر على ملامحهما.

الشقة رقم ٤ في الطابق الثاني في العمارة المقبلة للمشفى العام في الحي الغربي، تجلس سعاد في غرفتها على المقعد المقابل للسرير وتبكي بصمت، يجلس عبداللطيف على المقعد الآخر بمحاذاتها وينظر إليها بعين زائغة قائلاً:

- هوِّني عليك يا سعاد، ماذا نفعل؟ رأيت كيف أصر والدك على أحقيته في أخذ راتبك! وكأن ليس لديه أولاد يشتغلون، وأنت ترين أن راتبي ضعيف وبيتنا إيجار، ووالدي وإخواني لا يستطيعون تحمل كل هذه المصاريف!

تجفف دموعها وتمسحها بالمنديل مجيبة بتأنيب:

- لا أدري، أخشى أن نكون قد تسرعنا، أنا أعلم أن والدي بحاجة إلى راتبي بغض النظر عن عمل ماجد وعليّ.

يواسيها:

- لا تهتمي عزيزتي... لو يريد والدك مصلحتك ما افتعل مشكلة لأجل المال!

تحدق به باستهجان:

- لكن نحن من افتعل المشكلة، لا شأن لي بأهلك، أنت عليك أن تعمل وتساعدهم، لماذا لا يعمل إخوتك؟! هل تنوون الاعتماد على راتبي؟

يبتسم بخبث ويداهنها بالقول:

- كلا يا حبيبتي، أنت زوجتي وأنا من الواجب عليَّ الإنفاق عليك، لكن اصبري علينا حتى يفرجها الله.

في منزل أبو ماجد يحضر ماجد ويجلس بجانب والده وأمه، عادل وهناء وخلود يجلسون على الكنبة المجاورة، تنظر أم ماجد لأبي ماجد وهو ساهم يفكر بما جرى عصر اليوم:

- ماذا نفعل الآن يا أبا ماجد؟!

يبادرها ماجد بالقول:

- ماذا نفعل يا أمي! لقد ذهبت واختارت زوجها الغريب، وفضَّلته علينا أهلها.

يرفع رأسه ويضرب كفيه ببعضهما:

- آخ ماذا نفعل؟! قولي لي أنت؟

هناء وخلود تنظران إلى بعضهما بحيرة، وخلود تسارع بالقول:

- ما رأيك يا أبي أن يذهب عادل لزيارة سعاد، فهي تحبه لأنها ربته.

يومئ برأسه بالموافقة:

- نعم يا أبي، أريدُ أن أذهب وأسمع ما يدور بينهم، ولعلَّ سعاد تتراجع عن قرارها.

قالت هناء مؤيدة:

- هذه فكرة جيدة يا أبي، ربما ترجع المياه إلى مجاريها وتندم على فعلتها.

يستشيرها قائلاً:

- آه.. حسناً ما رأيك يا أم ماجد؟

توافق قائلة:

- ولمَ لا عسى أن تعرف خطأها وترجع إلى صوابها.

يرد بعدم يقين:

- لا بأس، مع أنني واثق من عزمها على عدم إعطاء أبي راتبها؛ لأني أعرف هذا العبداللطيف طيلة فترة دراسته أناني يغار من زملائه ولا يحبه أحد.

ينفخ وجديه هماً مجيباً:

- لا نريد أن نستبق الأمور، ربما يهديها الله وتفكر ملياً قبل أن تمضي في قرارها!

بقلم خوله كامل عبدالله الكردي

حاصلة على الماجستير في الإدارة التربوية ، خبرة في كتابة المقالات والقصص والروايات.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة