بعد انقضاء ستة أشهر.
هناء وخلود ووفاء يتحملقن حول سعاد متسائلات بوجل، سعاد تنظر إليهن وهي ساهمة، تخاطبها وفاء بقلق:
- ما بالك يا سعاد أنت وزوجك اتفقتما على مساعدة والدي، لماذا تتنصلين من وعدك؟!
قالت هناء بتحذير:
- إياك أن تتراجعي عن مساعدتك لنا، سيغضب والدي حتمًا.
ترفع كتفيها وتقطب حاجبيها:
- لماذا لا يساعده ماجد وعليّ، هل نحن البنات كتب علينا أن ننفق عليهما كما الرجال، ولديه اثنان من الأولاد لا يأخذ منهما شيئًا إلا اليسير!
تهز خلود رأسها بحيرة وخوف. تدلفُ سعاد إلى خارج الغرفة إلى غرفة الضيافة، تقف بجانب عبد اللطيف. الساعة تدق الخامسة مساءً.
أبو ماجد يجلس على الكنبة الطويلة المقابلة للتلفاز مستنفرًا والغضب والامتعاض بادٍ على وجهه، أم ماجد تقف على يمينه أمام سعاد وزوجها عبد اللطيف، الذي ظهر عليه الانزعاج والعصبية، يرفع صوته مزمجرًا:
- هذا مال زوجتي، من تعبها وشقائها حرام عليكما!
يحدق به بحنق وبنبرة منفعلة يخاطبه:
- ماذا تقول؟! هذا مال ابنتي... أنا بحاجة إلى مساعدتها، أقفل فمك لا شأن لك بيننا!
تحملق بها باستياء:
- ما بالك يا سعاد تكلمي ردي عليه، أم كلامه يعجبك!
تخاطبهما باستنكار وبنبرة جافة:
- يكفي هذا راتبي أنا ومن حقي وليس من حق أحد أخذه والتصرُّف به.
يقف أبو ماجد مستغربًا ويمرقها بنظرات قوية:
- ما الذي تقولينه؟ هكذا تجيب البنت على أبيها؟!
يحدق به وينظر إليه بتعالٍ من فوق إلى تحت يلوح بيده مجيبًا:
- هذا مالها لا دخل لكما به.
يقف أمامه ويحدق به باستحقار:
- هيا اخرج أنت وهي من بيتي، سنرى يا سعاد هل سينفعك؟ ستندمين على تطاولك على أهلك، هيا أخرجا بلا مطرود.. هيا لا بارك الله بكما!
يفتح الباب ويرفع صوته مستهجنًا:
- هذا حرام...هذا حرام.
ينهرهما مجيبًا بضيق:
- أي حرام أيُّها المخادع، أنت تأكل مال حرام يا كاذب! أخرجا حسبنا الله ونعم الوكيل.
تحدقُ بغضب في وجه سعاد، وتشيح سعاد بوجهها عن أمها:
- اخترت هذا وفضلتيه علينا! سيتخلى عنك بعد أن يأخذ مصلحته منك أيَّتها المغلفة!
قال بحنق شديد:
- أخرج من بيتي أيها اللئيم... أخرج.
يقف عند الباب موجهًا كلامه إليه بازدراء:
- أنت أب ظالم! هذه مسكينة تستغلها لمآربك الخاصة.
يشير إليه بسبابته نحو صدره وعينيه تلمع من الغضب:
- أخرج من هنا، هذه ابنتي تساعدني في مصاريف وإيجار البيت وحالي الله أعلم به... أخرج يا محتال.
يمسك بيد سعاد ويصر على أسنانه بامتعاض ويخرج، يصفق الباب خلفهما. يلقي بنفسه على الكنبة يشعر أن نبضات قلبه تتسارع بعنف، يسحب نفسًا بصعوبة ويجف حلقه ، أم ماجد تقف متسمرة أمام الباب.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.