خوله كامل عبدالله الكردي يوليو 17, 2023, 1:36 م

رواية "الأيام بيننا"ج65.. روايات اجتماعية

ماجد في السوق المركزي يرتب المغلفات والقناني والمعلبات على الأرفف، يتأكد من المواد الغذائية المفرزة في الثلاجات، يلتفت ويشاهد المدير سلطان يتجول في نواحي السوق ومن خلفه وائل، يدق قلبه ويهز رأسه بامتعاض.

في غرفة الأولاد عادل مستغرق في النوم، وعليّ يغير ثيابه ويرتدي قميصًا، ويقف أمام المرآة يرتبه، يفتح الباب وتدخل أم ماجد تجلس على طرف السرير المقابل للدولاب متسائلة:

- إلى أين أنت ذاهب؟

يقترب من المرآة يفك زر قميصه الأول ويطوي طرف كمي قميصه، يتنهد ببطء مجيبًا:

- اقترح عليّ مبارك أن نذهب في نزهة إلى حديقة المدينة قبل أن أستلم وظيفتي الجديدة. قلت في نفسي اذهب يا ولد هذه فرصة مناسبة للترويح عن نفسك.

تهز رأسها برضا:

- ياه.. مبارك!

يلتفت إليها باستغراب:

- ولِمَ التعجب؟! أنا ومبارك أصحاب منذ مدة طويلة.

ترفع حاجبيها بحيرة:

- عجيب! عندما اتصلت بأمه قالت لي أن مبارك لم يرك منذ مدة طويلة وانقطعت أخبارك عنه، عندما تم فصلك من المدرسة!

يسعل قليلًا ويتحشرج، تقطب حاجبيها:

- ما بك يا عليّ؟ بسم الله الرحمن الرحيم، تنفس من أنفك يا بني!

يتنفس من أنفه ويشير بيده:

- لا تخافي! الحمد لله ذهب السعال.

تنظر إليه باهتمام:

- الحمد لله.

يكمل حديثه بالقول:

- نعم انقطعنا فترة.. ثم رجعت أتواصل معه.

قالت:

- إممم.. حسنًا.

تصمت قليلًا مستطردة:

- ها لا تنسي يا عليّ غدًا أول يوم لك في العمل.

يسرح شعره ويضع عطرًا على كفيه ورسغيه ويفركهما، مجيبًا:

- نعم يا أمي أعلم ذلك.

قالت:

- أسألُ الله أن يوفقك، انتبه لعملك الجديد، وإذا رأيت أبا غانم أشكره بالنيابة عن والدك.

يجلس على طرف السرير يتناول حذاءه ويشرع بارتدائه مجيبًا:

- لا تهتمي، إن شاء الله سأوصل سلام والدي له.

تقول له:

- أختك خلود نجحت في الثانوية العامة وحصلت على نسبة ٩٤٪، اليوم سنحتفل بها، تذكر أن تهنئها.

يبتسم ابتسامة باهتة:

- ما شاء الله خلود متفوقة دائمًا، وتستحق النجاح.

الساعة الخامسة مساءً بعد إعلان نتائج الثانوية العامة، وحصول خلود على نسبة ٩٤٪، ترتب أم ماجد حفلة في غرفة الضيافة، تحضر القريبات وصديقات خلود وبنات الجيران، الجميع يسلم على خلود ويبارك لها، توظب سعاد طاولة الطعام تضع الأطباق وتصف الأشواك بجانبها وفاء تعلق الزينة مع عادل وهناء ترتب الكراسي وتضع الأكواب بجانب الأطباق..

تحضر أم ماجد الكعكة وتضعها في وسط الطاولة، سعاد ومشاعل منهمكتان في صب العصير، تحضر أم خالد وتسلم على أم ماجد ثم تحضر تباعًا أم قيس وأم فواز، وبعد دقائق تحضر أم غازي، يلتف الجميع حول الطاولة تمسك خلود بالسكين وتقطع طرف الكعكة، يصفق الجميع وتزغرد أم ماجد وأم فواز..

تبدأ سعاد وحنين زوجة فواز بتقطيع الكعكة ووضعها على الأطباق وتقديمها للضيوف، تجلس أم ماجد بجانب أم خالد وأم فواز على الكنبة الطويلة، وأم قيس وأم غازي على الكنبة المقابلة يتحدثن ويتناولن الكعك.

بقلم خوله كامل عبدالله الكردي

حاصلة على الماجستير في الإدارة التربوية ، خبرة في كتابة المقالات والقصص والروايات.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.