المدير في مكتبه يجري اتصالاً هاتفيًّا، يدق الباب ينقل بصره إلى الباب مجيبًا:
- تفضل.
يكمل محادثته التليفونية...
يدخل المعلم صلاح ومن خلفه يوسف وعليّ والطالبان. ينهي المكالمة يضع السماعة، يشبك كفيه على الطاولة يحدق بيوسف وعليّ ينظر إلى الطالبين، أحدهما كم قميصه ممزق وشفته مجروحة، والآخر لا يقوى على رفع يده:
- ها يا أستاذ صلاح ما بال هؤلاء الطلبة؟!
- أنت ترى يا حضرة المدير، حدثت مشاجرة بينهم على أحد سلالم المدرسة.
يرمقهم بنظرات حادة متفحصة، يهز كرسيه يخفض الطلاب رؤوسهم، يخاطبهم بنبرة صارمة:
- ماذا حدث؟! لماذا تشاجرتم؟! هل تأتون هنا للدراسة أم لافتعال المشاكل؟!
يعقد حاجبيه ويشير بيده إلى أحد الطلاب:
- أنت ماذا حدث لماذا تشاجرتم؟
قال بنبرة خافتة:
- نعم.. أستاذ عندما كنت أصعد مع زميلي تعثرت رجلي برجل يوسف ولم أكن أقصد، فشتمني وضربني ودافع عني زميلي فضربه عليّ ومزق قميصه ولكمه على وجهه، ويوسف لوى ذراعي للخلف بقوة والآن تؤلمني ولا أستطيع تحريكها!
يهز رأسه ويحدق بيوسف متسائلاً بضيق:
- وأنت يا يوسف لم ضربته بهذا الشكل؟! هل رباك والدك على ضرب الناس والتعدي عليهم؟!
يخفض بصره ونبضات قلبه تتسارع مجيبًا بنبرة مترددة:
- هما من افتعلا المشكلة! أنا وعليّ لم نفعل لهما شيئًا!
يخاطب المدير بالقول:
- هذان الطالبان يوسف وعليّ دائمًا يفتعلان المشاكل مع زملائهم ولا يهتمان بدراستهم!
يقف ويتجه ناحية يوسف وعليّ يقف أمامهما ويعقب بنبرة محذرة:
- اسمعا هذه المرة الثانية التي تأتي عليكما شكوى. ها ما رأيكما هل أستدعي أولياء أموركما؟
يرفع رأسه ينظر إلى المدير نظرات خاطفة بتوتر ويبرر بالقول:
- كلا يا حضرة المدير نحن لم نفعل شيئاً! هما من بدآ بالتحرش بنا وشتمنا.
يرد بتعجب:
- هما من بدآ المشكلة ها... حسنًا هذا إنذار نهائي لكما يوسف وعليّ، وإذا جاءت شكوى أخرى منكما سأعرف كيف أتصرف معكما.
يعود إلى مكتبه ويجلس على الكرسي موجهًا كلامه للمعلم صلاح وبنبرة حازمة:
- يا أستاذ صلاح اكتب عليهما إنذار وأحضره حتى أوقعه.
- إن شاء الله يا حضرة المدير.
يشير بسبابته إليهما متوعدًا:
- هيا انصرفوا لصفوفكم، واسمع يا يوسف أنت وعليّ لن أتغاضى عن أي مشكلة تصدر منكما من الآن فصاعدًا، وسيكون حديثي مع أولياء أموركما! هيا انصرفوا.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.