في الصباح كالمعتاد توجَّه الأولاد والبنات إلى مدارسهم، بعد أن أوصلهم أبو ماجد قبل ذهابه لعمله.
في البيت يرنُّ الهاتف، ترفعه أم ماجد على الجانب الآخر أختها أم فواز تريد أن تطمئن عليها عقب سماعها أنها تعبت وأغمي عليها:
- أهلاً وسهلاً يا أختي كيف حالك؟
- بخير يا أختي كيف حالك أنت لقد قلقت عليك، عندما أخبرني ماجد أنك بالأمس أغمي عليك وأنت في المطبخ.
- الحمد لله يا أم فواز تعافيت وصرت أفضل، ماذا نفعل؟ هذا حال الدنيا لا أحد مرتاح!
- الحمد لله يا أختي، دعينا ننسى المرض وهم الدنيا، أريد أن أدعوك على خطبة ابني فواز.
- مبارك يا أم فواز مبارك يا أختي، وكيف هي العروس إن شاء الله فتاة طيبة من عائلة كريمة.
- الحمد لله يا أختي، فتاة طيبة ويعزها فواز، وأهلها والله نعم الأهل.
- على خير باركي لفواز وعروسته، وإن شاء الله سآتي أنا وأبو ماجد والأولاد والبنات.
- تشرفونا يا أم ماجد، لا تنسي توصلي سلامي إلى أبي فواز والأولاد.
- يصل يا أختي ومبارك مقدمًا، جعلها قدم سعد عليكم يا رب العالمين آمين.
- آمين يا أم ماجد وشفاك الله وعافاك... مع السلامة.
- مع السلامة يا أم فواز.
في المدرسة يجلس عليّ ورفاقه أمين ويوسف ومشعل في ساحة الملعب، يشربون مياهًا غازية وعصائر، السيجارة بين أصابع علي ويوسف يهمس في أذنه ويبتسمان، يخاطبهم عليّ بالقول:
- آه يا أصحاب ما رأيكم أن نتسلل من السور الخلفي للمدرسة ونهرب؟!
- رأي صائب، لا نريد دراسة ولا تعب، كل يوم يسألني والدي عن الدراسة وأقول له أنا متفوق والمعلم يمتدحني دومًا.
- هههه أيُّها الكاذب حتى والدك تخدعه وتكذب عليه!
- طبعًا يا مشعل والده صاحب ملايين، لماذا يتعب نفسه ويدرس؟ العمل بانتظاره فشركات والده تملأ البلد.
- ما رأيكم أن نجتمع ونسهر لآخر الليل؟
- جميل تعبنا من التسكع في الشوارع، نريد مكانًا نلهو ونتسامر دون أن يراقبنا معلم أو أهل!
- لديّ فكرة! والدي لديه عمارة سكنية وفيها شقة فارغة، ما رأيكم أن نذهب هناك ونرتب سهرة محترمة؟!
- يا لك من داهية! تعرف كيف تفكر!
- صديقك ذكي منذ زمن وأنت لا تدري.
- رائع دعنا نتسلى وننسى هم المدرسة وثرثرة المعلم وفلسفته الزائدة!
- أنا متحمس! قل لنا متى؟
- اصبر يا أمين سأرتب الأمور وأخبركم.. اتفقنا.
يجيب الجميع:
- اتفقنا.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.