أم ماجد في غرفة النوم تُزيح الغبار عن النافذة، فجأة تشعر بألم في صدرها، تجلسُ على السرير وتأخذ نفساً بتمهل.
في المركز الصحي وبعد إجرائها التحليل المخبري، تجلس سعاد على الكرسي تنتظر دورها، بغتة تلمح حنين زوجة فواز، تخفض رأسها مصوبة عينيها على ورقة التحليل المخبري متظاهرةً بعدم الانتباه.
تلحظها حنين، تضمُّ شفتيها وتهز رأسها أسفاً... يُنادَى على اسمها سعاد سالم الأمين، تنهض من الكرسي وتدلف إلى داخل غرفة الطبيبة، تمد يدها وتعطيها ورقة نتائج التحليل المخبري، تتأملها معلقة ببشاشة:
- مبارك سيدة سعاد أنت حامل وفي الشهر الثاني.
تصمت لثوانٍ مغتصبة ابتسامة باهتة:
- الله يبارك فيكِ دكتورة...
تخرج وقد احتشدت الأفكار في رأسها تحدث نفسها: "أنا حامل! ما هذا الهم الجديد، كيف سأعتني به وأنا في هكذا ظروف، وغير مستعدة له، استغفر الله... اللهم كن في عوني.
أم عبد المحسن تجلس في غرفة الضيافة تتحدث مع أم ماجد قائلة:
- ها يا أم ماجد أنا جئت إلى هنا لإصلاح ذات البين بينكم وبين سعاد ابنتكم، لا تتخلوا عنها هي بحاجة لكم.
- ماذا أفعل يا أم عبدالمحسن هي أرادت أن تكون بصف زوجها!
- لا يوجد مشكلة إن شاء الله، وأبو عبدالمحسن يريد أن يتحدَّث مع أبي ماجد بشأن سعاد وسيأتي لزيارتكم.
- أهلاً وسهلاً ماذا أقول لك!
يدخل عبد اللطيف الغرفة، سعاد تتمدَّد على السرير يجلس على طرف السرير ويسألها:
- كيف حالك يا سعاد؟ هل أصبحت أفضل؟
- الحمد لله.
- وماذا قالت لك الطبيبة؟
تصرُّ على أسنانها مجيبة بتلعثم:
- قالت لي...
يفتح عينيه بتوتر:
- نعم ماذا قالت لك؟
- قالت لي أنني حامل!
تتسارع نبضات قلبها مسمرة بصرها على وجهه.
تقلصت شفتاها عن بسمة:
- وماذا في ذلك؟! مبارك لنا حبيبتي.
بعد ساعة ينزل إلى غرفة الجلوس يتربع على الكنبة أمام التلفاز متكئاً بيده على المسند، تأتي أمه وبيدها صينية بها كوبان من الشاي، يمد يده يأخذها ويضعها على الطاولة أمامه، تجلس بجانبه واضعة كفيها على ركبتيها، يناولها كوب شاي ويأخذ كوباً ويرتشف رشفتين:
- أمي أريد أن أخبرك شيئاً!
- ها ماذا تريد أن تقول؟
- لقد أخبرتني سعاد لتوها أنها حامل!
تلتقي أعينهما ثم تطرق لوهلة مجيبة بنبرة فاترة:
- حسناً مبارك يا بني.
- أراك لم تفرحي؟!
تتهكم:
- وماذا تريدني أن أفعل هل أرقص لك؟!
- كلا، لكن على الأقل باركي لها.
تشير بيدها بلا مبالاة وترتشف الشاي.
يطرق الباب يفتح عادل فإذا هو أبو عبد المحسن ينادي قائلاً:
- أبي العم أبو عبدالمحسن.
يشير بيده:
- تفضل يا عم.
يقبل أبو ماجد مرحباً يصافحه:
- أهلاً وسهلاً تفضل يا أبا عبدالمحسن.
- زادك الله من فضلك.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.