في وقت الغداء أبو ماجد يجلس أمام طاولة الطعام، أم ماجد تجلس على الجانب الأيمن، وبجانبها بالترتيب وفاء، هناء وخلود، في الجانب المقابل على الجانب الأيسر يجلس ماجد ثم عليّ ثم عادل، ينظر أبو ماجد إلى ماجد يسأله:
- ها يا ماجد هل قدمت استقالتك؟
يهز رأسه بالإيجاب:
- نعم يا أبي وأمي تحدثت مع أم غانم بخصوص العمل في شركة زوجها أبو غانم مع أخي عليّ.
مؤكدًا:
- نعم، تذكرت لقد التقيت بأبي غانم في طريق عودتي من المسجد بعد صلاة العشاء، وأخبرني بذلك.
يلتفت لأم ماجد معقبة:
- إن شاء الله جزاها الله خيرًا أم غانم، أبلغتني أن ماجد سيباشر عمله قريبًا بعد يومين كحد أقصى.
يرد بطمأنينة:
- إن شاء الله.
بعد يومين، ماجد يجلس خلف مكتبه يسجل البضائع الموجودة في المخازن، العمال يدخلون البضائع يتفحصها ويتأكد من صلاحيتها ويكتب.
في مشفى الأمراض الحساسية وفاء تقيس نبض إحدى المريضات تقبل عليها الممرضة شريفة مرحبة بوجه طلق:
- كيف حالك يا وفاء إن شاء الله بخير وكيف الوضع في القسم؟
تهز رأسها برضى:
- الحمد لله كل شيء يسير على ما يرام.
تتكئ بكفها على الطاولة:
- وفاء أردت أن أخبرك أنه يوجد مكافأة من مديرية الصحة لبعض الموظفين وأنت مشمولة بهذه المكافأة لمثابرتك واجتهادك في عملك.
تغزو ابتسامة عريضة على وجهها:
- حقًا لك الحمد يا رب، شكرًا ممرضة شريفة.
تبادرها بالسؤال:
- نعم نسيت أن أسألك، هل أختك سعاد تعمل في المشفى الرئيسي؟
تتسارع نبضات قلبها، ترتبك مجيبة بابتسامة مصطنعة:
- نعم ممرضة شريفة، هل يوجد شيء؟
- كلا فقط ابنة عمي تعمل هناك مسؤولة في قسم السجلات وتعرفت عليها وأخبرتني بذلك.
في المدرسة وفي الفصل عادل يقف فوق الدرج يغني ويرقص، الطلاب تتعالى أصواتهم يصرخون ويتعاركون ويشخبطون على السبورة والجدران ويصفقون الباب بقوة، يدلفُ المعلم بغتة ويلحظ عادل فوق الدرج يرقص، يحدجه بنظرة حادة:
- انزل يا سيد عادل، واذهب إلى آخر الصف! سأعرف كيف أعاقبك.
يعترض:
- أستاذ الطلبة كلهم كانوا يشاغبون.
يضع سبابته على فمه محذرًا:
- اسكت لا أريد أن أسمع كلمة منك، سأحاسبكم جميعًا.
يتناول القلم ويأخذ ورقة ويكتب ثم يوقع، معقبًا بحزم:
- خذ هذه الورقة واذهب إلى المدير.
يأخذ الورقة مستغربًا:
- أستاذ لست وحدي الجميع كانوا يشاغبون! لماذا أنا فقط؟!
يرفع حاجبيه بانفعال:
- قلت لك اصمت واذهب إلى المدير.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.