عليّ وماجد يخفضان بصرهما وينظران لبعضهما البعض، وعليّ ينظر إليه بطرف عينه باستهزاء، ماجد يعترض بالقول:
- وماذا عن الساعة يا أبي؟! ليس عندي غيرها، اشتريتها من مصروفي المدرسي الذي كنت أوفره.
- حاول أن تبحث عنها وإن لم تجدها لكل حادث حديث.
يخرج ماجد من الغرفة ويتوجه أبو ماجد لعلي بالحديث بنبرة محذرة:
- اسمع يا عليّ لا تتطاول على إخوتك وإياك أن تكون أنت من أخذ ساعة ماجد!
يهز رأسه بالنفي:
- كلا، يا والدي لم آخذ ساعته!
يرمق أبو ماجد عليّ بنظراتٍ حادة وكأنه يتوعد بمحاسبته إن كانت له يد في سرقة ساعة أخيه:
- يا عليّ لا تجعلني أغضب وألجأ لأسلوب قد لا يعجبك!
- لم آخذها صدقني يا أبي! وأيضًا هو لم يراني أسرق!
- حسنًا لا تريد أن تُقر بما فعلت! الأمر يعود إليك.
في هذه الأثناء تركض خلود مسرعة إلى والدها، فقد أغشي على أم ماجد، ارتفع السكر عندها بينما تحضر طعام الغداء في المطبخ، أحضرتها سعاد ووفاء إلى غرفة النوم، دلف أبو ماجد وخلود إلى غرفة النوم على الفور ليطمئنا عليها، شاهد وفاء وسعاد تجلسان على طرف السرير، وجلس بقربها مستعلمًا:
- ها يا أم ماجد ما بالك هل آخذك إلى الطبيب؟
- كلا، يا أبا ماجد أنا بخير.
- كيف تقولين أنك بخير وأنت ما زلت متعبة؟
- اصبر قليلاً سأتحسن بإذن الله لا تقلق.
يتنهد بعمق:
- إن شاء الله يا أم ماجد.. سلامتك.
يأتي عادل وعليّ وماجد ومن خلفهم هناء، أم ماجد ممدة على سرير كبير في وسط الغرفة، وفوق السرير نافذة واسعة مغطاه بستارة عريضة ودولاب بلون خشبي لامع مع تسريحة متوسطة بلون خشبي، يقف عليّ وماجد وعادل على جانب السرير، وأبو ماجد جالس على طرف السرير بجانب أم ماجد، وفي الطرف الآخر تجلس سعاد ووفاء وخلفهما خلود وهناء، يخاطبها باهتمام:
- هل شربت ماء؟!
تجيب بثقة:
- نعم شربت يا والدي.
- دعوني أذهب لأجهز الغداء.
- لا ارتاحي اليوم ولا تتحركي، ستجهز وفاء وسعاد الطعام.
ترد بصوت متحشرج:
- يا أبا ماجد أوصيك بالبنات والأولاد خيرًا!
تتسارع نبضات قلبه يجيب بضيق:
- ما هذا الكلام يا أم ماجد، الله يطول بعمرك... هيا سآتي بالغداء إلى هنا وأطعمك بيدي هاتين.
تضحك برقة:
- يا أبا ماجد أنا أصبحت أفضل.
- أريد أن أدللك اليوم... ما شأنك أنت.
يضحك الجميع وهم ينظرون إلى أم ماجد بعطف.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.