استيقظت اليوم بعد سهر دام كثيرًا لا أعرف مدته، ربما دام لأيام أو أسابيع، لا أعرف، فأنا أعاني اضطراب النوم، فنومي قليل جدًّا.
لكن اليوم مختلف تمامًا، أشعر بنوع من الارتياح لا أعرف سببه، لكن لا يهم، الأهم هذا الشعور الرائع الذي كنت أفتقده بشدة مدة طويلة.
لم يفسد هذا الشعور غير طرقات على باب غرفتي فأجبت
- من؟
- الطارق: أنا، هل استيقظت حبيبتي؟
- نعم، لحظة..
فتحت باب غرفتي وأنا في شدة الاندهاش.
- من هؤلاء؟ من أنتم؟ وماذا تفعلون في بيتي؟
صمت ونظرات تعجب منهم ونظرة لم أفهمها قط.
أسرعت في الابتعاد وأنا أحاول أن ألملم شتات نفسي، وفي محاولة يائسة مني للرجوع إلى غرفتي، لكن لم أستطع، لقد منعوني.
- قلت: من أنتم وماذا تريدون مني؟
ردت امرأة يبدو عليها الوقار والسكينة وقالت:
- اهدئي حبيبتي، نحن أسرتك.
- ألا تتذكرين من نحن؟
- أجبت: لا، أنتم لستم بأسرتي، أنا لا أعرفكم، اخرجوا من بيتي، اتركوني وشأني...
ثم شعرت بمن يقيدني من خلفي ويحكم القبض على ذراعي ثم شعرت بوخزة في ذراعي أفقدتني السيطرة على نفسي وتهتز الرؤية تمامًا، وآخر ما سمعته منهم:
- إنها أصبحت مجنونة تمامًا، متى سينتهي هذا الأمر؟
ثم غرقت في ظلام حالك.
وجدت نفسي بعدها أجري في وسط هذا الظلام خائفة مروعة لا أعرف من الذي يلحقني ويحاول الإمساك بي، أسمع همس من حولي، همسًا مخيفًا أفقدني أنفاسي حتى شعرت بالاختناق.
لم ينقذني سوى صوت دافئ يقول:
- لا تخافي، أنا معك، اصمدي، لا تخافي، أنا هنا.
لم أعرف من صاحب هذا الصوت، لكنه كان كفيلًا بأن أهدأ وأحاول فتح عيني بشدة في هذا الظلام المحيط بي حتى أرى.
ثم سمعت الصوت مرة أخرى يقول لي:
- اتبعي صوتي، أنا هنا
ثم استيقظت مرة أخرى، وجدت نفسي في الغرفة نفسها غرفتي، وتلك المرأة بجواري، ولم تلاحظ أني استيقظت، فأغمضت عيني في محاولة مني لمعرفة ما الذي يحدث معي، ومن هؤلاء؟ ومن تلك المرأة؟
سمعتها تخبر أحدًا أن الأمر تحت السيطرة، ولن تسمح لي بالوعي الكامل، وأن ما حدث كان غلطة لن تتكرر مرة أخرى.
ارتجفت مما سمعته، ولحظة أشعرتها بأني أفقت قالت:
- حبيبتي ابنتي، هل استيقظت؟
أشرت برأسي بالإجابة، ولم أنطق بحرف.
كنت أحاول أن أجمع تفكيري وأن أتذكر شيئًا من الماضي، لكني لم أستطع، حاولت أن أحرك يدي، لكن كانت يداي مقيدة بشدة وتؤلمني.
- قلت: أريد أن أذهب إلى الحمام لقضاء حاجتي!
نظرت إليّ بعيون تشبه الأفعى، وقالت:
- حسنًا، لكن عليك أن تهدئي حتى لا تؤذي نفسك مرة أخرى.
فأجبت بالموافقة على كلامها، وللحظة فكرت أن أحاول الهرب، لكن سمعت هذا الصوت في رأسي يقول:
- لا، لا تفعلي هذا، وكوني هادئة، إنهم في كل مكان حولك، وقد يقتلونك هذه المرة.
هززت رأسي وقلت:
- من أنت؟
نظرت إلي تلك المرأة وقالت:
- مع من تتكلمين يا هند؟
- قلت: هند، هل اسمي هند؟
- قالت بخبث: نعم، اسمك هند.
- هل تظنين أن لك اسمًا آخر؟
- قلت: أنا لا أتذكر شيئًا، من أنت؟
ابتسمت وقالت:
- اذهبي إلى الحمام أولًا، ثم سأخبرك ما تريدين.
وأشارت إلى الحمام الذي في الغرفة نفسها!!
لكن غرفتي لم يكن بها حمام، أنا واثقة من هذا.
دخلتُ الحمام، لكنها رفضت أن أغلق الباب، وقالت لي:
- أنت متعبة، أخشى أن يحدث لك شيء ولا أستطيع أن أساعدك، لا تقلقي، أنا أمك فلا تخجلي مني.
دخلت وأنا أسارق النظر إليها، فهي ليست أمي، ولست أعرفها من قبل، لكن ما الذي تضعه في الطعام؟ إنها تضع شيئًا في الطعام.
- هل تريد أن تسممني؟
يتبع...
سبتمبر 16, 2023, 8:48 م
جميل جدا بحق عندما كنت اقرأ الرومانية احسست بشعور رهيب دخلت الى مضمون القصة و لم اصدق انها انتهت للأسف انا انتظر الجزء الثاني بفارغ الصبر ...تحياتي لك ارجو ان تقراي مقالاتي وتعطيني رايك فيها و شكرا مسبقا ☺️💜
سبتمبر 16, 2023, 8:50 م
إضافة الى ذلك لقد تابعت حسابك ☺️
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.