رمضان في أم الدنيا مصر وما يميزه

يُعد شهر رمضان الكريم من أعظم الشهور في التقويم الإسلامي، فهو يملأ الأجواء بالروحانية والتقوى والتراحم بين الناس. وفي "أم الدنيا" مصر يحمل رمضان طابعًا خاصًّا يمتزج فيه عبق التاريخ مع تقاليد متوارثة تضفي عليه أجواء فريدة تميزها عن باقي البلدان.

الطقوس الدينية في رمضان 

يمثل رمضان شهر العبادة والتقرب إلى الله، حيث تزدحم المساجد بالمصلين لا سيما في صلاة التراويح التي تؤدَّى بعد العشاء، ويحرص كثير من المصريين على ختم القرآن الكريم خلال الشهر. ومن أشهر المساجد التي تكتظ بالمصلين في رمضان: مسجد الحسين، الأزهر الشريف، السيدة زينب، والسيدة نفيسة. فيحرص الناس على أداء الصلوات في هذه المساجد التي لها قيمة دينية وتاريخية كبيرة.

يتميز شهر رمضان الكريم في مصر بكثير من الطقوس والفعاليات، منها: 

موائد الرحمن 

أحد أبرز مظاهر رمضان في مصر هو موائد الرحمن، وهي موائد إفطار مجانية تُقام في الشوارع والميادين، يُدعى إليها الأغنياء والفقراء على حد سواء في مشهد يجسد معاني التكافل والتراحم، وتزداد الحملات الخيرية التي تنظمها الجمعيات الأهلية والمساجد، ويتم توزيع "شنط رمضان" التي تحتوي المواد الغذائية الأساسية للأسر المحتاجة.

موائد الرحمن في مصر

أشهر الأكلات المصرية الرمضانية 

يتميز المطبخ المصري في رمضان بأكلات شهية لا تخلو منها موائد الإفطار: الملوخية، المحشي، الكشري، الفتة، إلى جانب الحلويات الرمضانية الشهيرة مثل الكنافة، القطايف، البسبوسة، بلح الشام.

والمشروبات الرمضانية مثل: قمر الدين، الخروب، العرقسوس، التمر الهندي. وهذه المشروبات تحتل مكانة مميزة عند الإفطار وبعده أيضًا طول الشهر الكريم.

الزينة والفوانيس الرمضانية 

من العلامات الفارقة في رمضان في مصر هي الفوانيس المضيئة التي تزين الشوارع والمنازل، وتعد الفوانيس من أقدم التقاليد الرمضانية في مصر، ويعود تاريخها إلى العصر الفاطمي، وتتزين الحارات والأحياء الشعبية بالأضواء والزينة الورقية التي تُضفي أجواء احتفالية فريدة ساحرة.

زينة رمضان في مصر

المسحراتي والسهرات الرمضانية 

بعد الإفطار تنبض المقاهي والشوارع بالحياة، فيتجمع الأصدقاء والعائلات لتبادل الأحاديث وتناول المشروبات الساخنة والحلويات الرمضانية. وعندما يسود منتصف الليل في أحياء مصر يظهر وقتها أهم التقاليد والعادات منذ قديم الزمن وهو "المسحراتي" الذي لا يزال يجوب الشوارع بطبلته (الدف) ينادي على الناس بعباراته الشهيرة "اصحى يا نايم وحِّد الدايم رمضااان كريم" ليوقظهم لتناول السحور، وهو تقليد تراثي يعود لقرون مضت، لكنه لا يزال حيًّا خاصة في الأحياء الشعبية، ويضيف بهجة غير عادية ولا سيما عن الأطفال. 

 

وفي الختام عزيزي القارئ.. رمضان في مصر ليس مجرد شهر للصيام، بل هو مناسبة تجمع بين العادات والتقاليد والروحانيات التي تظهر أصالة الشعب المصري وكرمه وحبه للبهجة. فبين الزينة المضيئة، وموائد الإفطار العامرة، وصوت المسحراتي، يظل رمضان في "أم الدنيا" تجربة لا تُنسى تبعث الدفء في النفوس عامًا بعد عام.

لذلك أدعوك عزيزي القارئ لزيارة أم الدنيا "مصر"، وقضاء شهر رمضان الكريم، والاستمتاع بهذه العادات المبهجة والمميزة والفريدة في الوقت ذاته.. "كل عام وأنتم بخير". أعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة