عشتُ أبحث عن إرضاء الآخرين، عشتُ أرجو رضاهم.
«لا تكتبي فأنتِ ماهرة في الرسم، فعليكِ بالرسم. لا تذهبي إلى المركز الرياضي، فعليكِ تعلم الطبخ بدلًا من الرياضة. لا تدخلي كلية الآداب، ولكن ادخلي هندسة. لا ترتدي هذه الملابس، ولكن ارتدي الأخرى».
حسنًا، ولكن أين أنا؟ ماذا أريد؟ وصلتُ إلى نقطةٍ مسدودةٍ عندما رحل من حولي وسافرتُ إلى خارج هذا العالم.
أصبحتُ تائهة، حائرة، ضائعة، فماذا أفعل؟ أأترك نفسي لمن يقودني، أم أكون أنا؟ ولكن كيف أكون أنا وقد سُلبت مني إرادتي؟ سُلبت أفكاري، سُلبت حياتي. أرضيتهم جميعًا، ولكن خسرتُ نفسي، وها أنا ذا في عالمٍ غريبٍ موحش، لا أدري ماذا أصنع، ماذا أكون؟
حتى التقيتُ بصديقةٍ جديدة وجَّهتني إلى حيث أريد، قالت: «ابدئي بما كنتِ تحلمين.»
أحلم؟ بماذا حلمتُ؟
نعم، حلمتُ أن أكون كاتبةً ماهرة. شجعتني وقالت لي: «دوِّني كل ما يدور في خاطرك، وعودي إلى قراءتكِ، تصبحين أمهر في الكتابة».
نعم، ها أنا ذا. عدتُ من جديد، أكتب ما أريد، وأشترك في الرياضة المفضلة لدي، حتى صرتُ من أشهر الكُتَّاب وأمهرهم. أصبحتُ «أنا».
لذا، فعليكَ الاهتمام بنفسك حتى تصبح ما تريد. كن أنتَ، ولا تكن غيرك. كن أثرًا في من حولك، لا تدع الناس يؤثرون عليك، فمهما كان، لن تستطيع إرضاء الناس، وإن استطعت، فستخسر نفسك، حياتك، وتصبح ضائعًا مُهمّشًا، لا رجاء فيك. فقد خلقنا الله أحرارًا، نَبني، نُعمِّر، نحيا حياةً هانئة.
لقد صدق الإمام علي عندما قال: «رضا الناس غاية لا تُدرك، ورضا الله غاية لا تُترك، فاترك ما لا تُدرك، وأدرك ما لا يُترك».
وها أنا أقولها: «رضا الناس غايةٌ تُترك».
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.