يعد الفشل الدراسي أمرًا مزعجًا لكل أسرة و خاصة الأمهات، ويصبح الطفل الفاشل دراسيًا عبئًا على مدرسته و معلميه، وفى الغالب للأسف يصبح منبوذًا في البيت والمدرسة.
وهنا لسنا بصدد سرد أسباب الفشل الدراسي وكيفية علاجه، إنما سنتعرف على بعض القصص لطلاب فاشلين دراسيًا ثم أصبحوا عباقرة و غيروا العالم، وعلى كل شخص اختيار طرق علاج الفشل الدراسي بالطريقة التي يراها صحيحة.
قد يهمك أيضًا خابي لام.. فقد وظيفته ليصبح أشهر تيك توكر في العالم
توماس أديسون
توماس أديسون الرجل الذي أضاء العالم واخترع الكهرباء، وأصبح من أشهر رجال الأعمال في أمريكا، كان فاشلًا في المدرسة.
توماس كان يعاني ضعفًا في السمع نتيجة مرض حمى أصابه وهو طفل ولم يعالج منه، وعندما التحق بالمدرسة لم يؤدِ واجباته المدرسية جيدًا وكان كثير الأسئلة، ما أدى إلى استياء مدرسيه منه، ووصفه معلمه ذات يوم بأنه بطيء الاستيعاب والتعلم.
وعند عودته ذات يوم من المدرسة أعطى أمه ورقة من إدارة المدرسة، وعندما سأل أمه عن محتوى الورقة ردت عليه وعيناها ترغرغ بالدموع أن المدرسة تقول، إن مستوى ذكائك أعلى بكثير من مستوى المدرسة، وعلى هذا فأنت لن تذهب للمدرسة مرة أخرى.
وفرت الأم لابنها حجرة صغيرة، وجعلتها معملًا صغيرًا يجري فيه تجاربه، وأحضرت له الكتب والمجلات العلمية، فكان في الصباح يعمل بائع صحف، وبالليل يذاكر ويجري تجاربه، وفي الحقيقة وجد توماس في التعلم الذاتي متعة أكثر بكثير من المدرسة، ووجد إجابات كثيرة عن أسئلته التي عجز المدرسون عن إجابتها.
وعندما كبر أديسون عمل في مكتب تليجرام صغير، ما ساعده على دراسة الأسلاك جيدًا ومنها بدأ في تطوير فكره، واخترع الكهرباء وغيرها أكثر من 100 اختراع، منها تطوير آلة التصوير وجهاز الفوتوغراف، وكان يصفه الناس وهو في شبابه بأنه شارد الذهن دائمًا.
وبعد وفاة أمه عثر على الورقة القديمة التي أخذها من المدرسة، فوجد فيها أن المدرسة لا تريده مرة أخرى، لأنه طفل غبي وبطيء الفهم، ومستوى غبائه لا يليق بالمدرسة.
قد يهمك أيضًا مشاهير تعرضوا لأغرب طرق نصب
أينشتاين
أينشتاين الرجل الذي اكتشف قانون النسبية العامة والخاصة بالفيزياء، والحاصل على جائزة نوبل، لم يتخرج في الجامعة وليست لديه شهادة علمية.
تأخر أينشتاين وهو طفل في النطق حتى سن الثالثة من عمره، حتى بدأ القلق يساور المحيطين به أنه لن ينطق أبدًا، وعندما التحق بالمدرسة كان لا يستطيع القراءة، حتى قيل عنه إنه مصاب بمرض عسر القراءة، وكان يرسب في اختبار الرياضيات.
وقال له معلمه ذات يوم إنه لن يصبح شيئًا في حياته، ووبخه بكلام لاذع.
عندما أراد أن يلتحق بالجامعة رسب في امتحان الدخول ولم يلتحق بها، فعمل في مكتب كاتبًا بسيطًا، وأيضا بدأ في الدراسة والبحث ليس فقط في العلوم، إنما قرأ أيضًا في الفلسفة والأدب، وكان رأيه أن أفكارهم تافهة وسطحية.
وظل يدرس حتى توصل إلى علم الفيزياء والكون والمادة، وبدأت تثير شغفه، وبدأ في بحوثه حتى استطاع بصعوبة تسجيل اختراعاته، ومن هنا بدأ في الدخول الجامعة والمجال الأكاديمي.
بدأت الشهرة تحيطه من كل جانب، وكانت الشهرة تزعجه جدًّا ولا يحب المصورين الصحفيين، حتى إنه اضطر وهو في السبعين من عمره لإخراج لسانه لأحد المصورين لإغاظته.
وبعد وفاته أخذوا مخه للتشريح، وكان يختلف في تشريحه عن أي مخ بشري آخر وكان ثقيل الوزن.
قد يهمك أيضًا مشاهير واجهوا اختبارات الحياة القاسية آخرهم حورية فرغلي
والت ديزني
رسام ومخرج وسيناريست، ورجل أعمال ناجح، له قصة كفاح طويلة.
عاش والت ديزني طفولة حزينة شيئًا ما، إذ كان والده عنيفًا جدًّا معه ومع إخوته، حتى اضطر اثنان من إخوته الكبار للهرب من المنزل، لأن أبوه كان يستغلهما في العمل معه في مزرعته الخاصة.
لكن موهبته وشغفه بالرسم والخيال والأماكن الخلابة كانت تجذبه كثيرًا، فقد عشق القطار وكان يطل من فوق الأماكن المرتفعة ليرى القطار وهو يمر بالسكة الحديد.
ثم اضطر الأب لبيع المزرعة وانتقلت العائلة إلى مدينة تكساس، فكان العبء على والت وأخيه روي لمساعدة أبيهما في مطالب الحياة، فكانا يوزعان الجرائد في الصباح مقابل مبالغ زهيدة.
كانا يستيقظان في الخامسة صباحًا ويوزعان الجرائد حتى يدق جرس المدرسة، ثم يعودان في المساء للتوزيع مرة أخرى، وكان عملًا شاقًّا على الصبيين، وكان والت لا يركز في المدرسة وكانت درجاته ضعيفة، وكان يحب الخيال والرسم من وقت لآخر، لأن المذاكرة كانت عبئًا عليه، لأنه بطبيعة الحال شخص حالم.
وظل حتى سن الخامسة عشرة يبيع الصحف والدمى للمسافرين في قطارات السكة الحديد؛ لأنه كان شغوفًا بالقطارات، ثم التحق بمدرسة ليلية للرسم.
ثم تقدم للعمل في صحيفة ورفضوه لأن رسومه تفتقر إلى الإبداع والابتكار، فأنشأ شركة مع أخيه ثم سرعان ما أفلس لارتفاع الكلفة.
فانتقل إلى مدينة لوس أنجلوس ومعه 40 دولارًا وفيلم أليس في بلاد العجائب، وبدأ العمل في استوديو صغير هو وأخوه وسماه استوديو الأخوين ديزني، ورسم الشخصيات وكان أولها الأرنب أوزو، واستعان برسامة شابة لتحبير الشخصيات ثم تزوجها بعد ذلك.
ولكن الحظ لم يحالفه لأنه وجد صعوبة في التوزيع، فبدأ مرة أخرى من الصفر عن طريق منتجة في هوليوود أعجبت بقصة أليس في بلاد العجائب، وطلبت منه تأليف قصص للأطفال للمزج بين الخيال والواقع، وأُنتج الفيلم ونجح نجاحًا مدويًّا، ونال ديزني عددا من جوائز أوسكار.
كان ديزني لا يزال يعمل على فيلم للأرنب أوزو الذي باع الموظفون في شركته حقوقه ليضطر إلى الإفلاس مرة أخرى بعد هذه الخيانة، فبدأ في عمل رُسُوم وشخصيات كاريكاتير، فقد شغوفًا بهذا الفن وفكرة تحريك الشخصية التي يرسمها.
قد يهمك أيضًا من كتاب "متعة أن تكون في الثلاثين".. تعرف على 7 مشاهير لاقوا النجاح بعد سن الثلاثين
بداية الفأر ميكي
ثم كانت المفاجأة فكرة جديدة أو شخصية جديدة، وهي شخصية الفأر الصغير الذي كان يسكن معه في الحجرة الصغيرة وهو صبي يوزع الصحف، فكان يراه كل ليلة وهو يجري.
وأحيانًا ينظر الفأر له نظرة لا يستطيع ترجمتها، ليمسك القلم الرصاص ويرسم الفأر ولكن على شكل دوائر، ليعثر والت على هذه الورقة ويقرر إظهار هذه الشخصية للعالم عوضًا عن الأرنب أوزو الذي بيع لمصلحة أشخاص آخرين، ويختار له اسم مورتيمر، لتنتبه زوجته ليليان إلى أن هذا الاسم ليس رنانًا وتختار هي اسم ميكي.
ويصبح الفأر ميكي جزءًا من حياة الأطفال والكبار على مستوى العالم، ويتولى والت الرسم والتأليف والإخراج وأداء صوت ميكي.
ومن أشهر مقولات والت إنه يريد إسعاد كل طفل في هذا العالم، ليبني مدينة ترفيهية متكاملة للأطفال وهي ديزني لاند، ليعشقها الكبير قبل الصغير، ويتوافد عليها الناس من جميع أنحاء العالم.
وقبل ذلك لا ينسى والت شغفه بالقطارات، فقد اشترى سكة حديد قريبة من القصر الذي يسكن به مع عائلته ليكون خط سكة حديد خاصًّا به، وسماه على اسم الشارع نفسه الذي كان يسكن فيه في مزرعة أبيه.
وحينئذ يأتي السؤال كم عدد المرات التي لم نستطع فيها أن نمد يدنا للطالب المتعثر واتهامه بالفشل وعدم إدراكنا بأنه ليس فاشلًا وإنما مهاراته وإمكانياته في شيء آخر.
كم من مرة ربطنا بين الذكاء والموهبة بالشهادة والدرجات.
كم من مرة لا نستطيع أن نكتشف الشخص الناجح في مدارسنا ونمد له يد العون بعيدًا عن التقييم الدارسي.
روعة
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.