السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أكتب رسالتي هذه، ولست متأكدًا أنها ستصل إليك، لكنه رب رمية من غير رامٍ، ورب رسالة تبلغ المرام، وبعد توكلي على الله قرَّرت أن أرسل رسالتي على الأثير وعبر الإنترنت، أسأل الله أن تقرأها وأنت في أحسن حال.
أخي أبو مكة: أنا لست من هواة كرة القدم كبعض الهواة الذين يذرفون الدّموع عند خسارة فريق لهم كمشجعي فريقي البرشا أو الريال، لكني أجد متعة في اللعب الذي يسحر الألباب، وكوني عراقيّ وعربيّ فإني أفتخر بكل من يرفع راية العرب والإسلام عاليًا اعتبارًا من كل الذين قاتلوا مع رسول الله محمد حتى يومنا هذا.
كما أني أحبّ واحترم كل إنسان ناجحٍ في الحياة. ومن خلال تصفحي للإنترنت وجدت لمساتكم الخلابة وانطلاقاتكم الساحرة خلف الكرة حتى تبوأتم اللاعب الأفضل بين لاعبي كرة القدم في العالم. فصرت متابعًا لفريق ليفربول من أجلك، لكنك في الأخير ابتعدت عن المرمى وصمت عن التسجيل، وأنت الذي كنت ترهب حماة المرمى وتباغتهم بكرات يشيب لها الولدان.
أرجو أن تعرف يا أبا مكة، أني لست ممن يمدحوك طلبًا في المال، أو الثناء. لكني أشعر بالفخر والفرح، عندما أقرأ أخباركم وأنتم تتصدرون قائمة هدّافي الدوري الإنكليزي، وهذا أمر ليس بالهيّن، يكفي أنك تحمل اسم النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ومن يحمل اسمه عليه أن يبقى دائمًا في القمّة، أن يطبعه عاليًا في شاشات العرض، كل مباراة وأكثر من مرّة.
أبو مكة: الرّجال تصنع نفسها بنفسها، والمعادن الأصيلة لا تصدأ، وما من قائد غَلب في كل معاركه، فلكلّ جواد كبوة، ولكل امرؤ هفوة، إذا انتصرت فلا تغتر وإذا خسرت فلا تتأثر، واجعل من كل خسارة درسًا للنجاح، مَن مِن فطاحل كرة القدم لم يخطئ مرّة أو مرّتين في ضربات الجزاء. فما وهنوا لما أصابهم وما استكانوا ومضوا يبنون مجدهم هدفًا ثم هدف، ببسالة وقوّة وشرف.
البناء العالي أساسه طابوقة، كانت حجر الأساس ثم ارتفع، طابوقة بعد أخرى (وبالمصري طوبة فوق طوبة). ومجد اللاعب يبنى بالأهداف، هدف تلو هدف، فاستمر ولا تتوقف، وأكمل عمارتك التي يعلوها اسم محمد حبًّا برسول الله، ليس حبًّا بالمال أو الشهرة. سبق وأن اخترت واحدًا من بين 100 شخص أكثر تأثيرًا في العالم، أنك من تؤثّر ولا تتأثر.
أبو مكة: اعرف أن الكثير لا يريدون لمحمد صلاح أن يحوز على الكرات الذهبية، والمزيد من الألقاب، لأسباب أنت تعرفها وأنا أعرفها، فاجعلها فرضًا عليهم لا خيار، ورضوخًا منهم لا إجبار، عندما لا تسجل الأهداف، وتترك كل من هب ودب يقترب من رقمك في الأهداف، وربما لا سامح الله يجتازوك، وهذا يؤلمني ويؤلم محبيك ولا يرضيك، فهذه خدمة دون مقابل تتركها للحاسدين والحاقدين.
ألم تقرأ قول الإمام الشافعي رضي الله عنه:
إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ
إِنْ سَال طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ
والشمس لو وقفت في الفلكِ دائمة
لَمَلَّهَا النَّاسُ مِنْ عُجْمٍ وَمِنَ عَرَبِ
اجرِ يا أبو مكة، اجرِ ولا تقف، وسجّل الأهداف مفردًا ومثنى وثلاث، وتوكّل على الله، فمن يتوكل على الله فهو حسبه أن الله بالغ أمره. انهض أبا مكة من غفوتك وامضِ في رسالتك، وبناء مجدك، كي يعلم العالم بأجمعه بأن أمّة العرب فيها رجال أبطال، في كلّ مجال، انهض من كبوتك، معتمدًا على الله وعلى نفسك، فغاية الحساد، إفساد العباد.
وإني لأدعو الله لك مخلصًا، أن ينعم عليك بالصحّة ويزيد قدرتك ويسدّد أهدافك، ومستحيل يخيب ظنّك وأن تسجد عقب كل هدف، انهض وأخرس الأفواه التي انهاءك كظاهرة، ومحو اسمك من سجلات الأسياد، هم يستطيعون أن يقولوا أيّ شيء إذا لم تخرسهم الأهداف، سجّل أبا مكة سجّل، وإنّا معك، مشجعون ومساندون ولأهداف الغد منتظرون.
مايو 5, 2022, 3:43 م
لقد كتبت فأصبت
و أوجزت فأنجزت
تحياتى لك أخى العربى
و تحياتى للعراق الشقيق .
من مصر الأبية
وجيه نور الدين محمد .
مايو 8, 2022, 3:07 ص
اخي وجيه :شكرا لمروركم وشعوركم وكل راية عربية ملك للعروبة وما محمد الا راية عربية خفاقة في سماء لندن هو فخر لكل عربي وهو حروف من نور تسجل مجد امتنا مع التقدير
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.