عزيزي صاحب الظل الطويل ينتابني شعور جامح في كتابة أول رسائلي لك، وأن أبوح كلّ شيء في داخلي لك من معاناتي و آلامي الخبيثة الّتي لا تعد ولا تحصى، أحياناً لا أخفي ما يحدث لي لكن أظن للحظات أنّه يجب عليّ إخفاء أحداث بدأت في حياتي ولم تنتهي إلى الآن يا صاحب الظل الطويل.. أخشى بعض الأحيان من أن يغرقني الحزن حتّى أعتاد عليه تدريجياً، لكن في الوقت ذاته أشعر أنّني فعلت ذلك... أنسى في بعض الأيام أنّ في هذه الحياة أشياء كثيرة يمكن أن تضيء في ظلام أيامي البغيضة... أنّه قد يكون هناك شيء ك شمعة تضيء حياتي بأكملها أحاول البحث عن قلب يمنحني الضوء، وأحاول ألا أترك نفسي رهينة لأحزان الليالي المظلمة، الّتي تدعي الصلابة لكنّها حقيقةً بلا فائدة ويرثى لها، لماذا يا عزيزي يحصل ذلك؟!
أخشى أيضاً أن أصبح في غياهب النسيان أن لا يذكرني الصغير قبل الكبير.. لكن ما النسيان؟ إنّه ليس إلا أن تقلب صفحة صغيرة من كتاب العمر المديد، قد يبدو أمراً سهلاً في نظر الجميع، لكن ما دمت لا تستطيع إقتلاعها من جذورها ستظل تعثر عليها بين كلِّ فصل من فصول حياتك البالية.. هذه رسالتي القصيرة يا عزيزي أتمنى أن تتفهمها وتساعدني في في معاناتي.. "لأنّني أكون مختلفاً ذاتياً عن السابق تدريجياً بلا سبب يذكر لذلك، وغداً سوف أكون مختلفاً عن أيّ يوم آخر لا تسأل لماذا، إياك أن تحاول الظن أنّك تعرفني جيداً، فإن نسخت الشمس الظلّ وانتسخته سوف أبقى أنا كما يراني الجميع بلا زيادة أو نقصان.. لكن الشمس لايمكنها فعل ذلك ياعزيزي!
حلب /المدينة الجامعية
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.