مروه الحاج عثمان أغسطس 28, 2023, 7:44 ص

خاطرة "رسائل من معلمتي".. خواطر وجدانية

بآخر حصة من علم الأحياء، وقفت مُدرِّستنا تودِّعنا بخطاب، ثم قالت: أحبكم يا أمل أسركم الوحيد، الذي سيرفعها للأعالي وبآماله سينهي هذه الأزمات التي ترعرعتم في أحضانها، فمن منكم لا يدرك قسوة الحياة الآن، ولا يعرف أن سببكم الوحيد لإمساك هذه الكتب غليظة الحفظ هو العمل من أجلكم وأجل عائلاتكم..

فلو لم تفعلي هذا وتعملي أنت وإخوتك لن يتغيَّر حال الأسرة المتردي، والله لا أحد قادر على هذا الأمر مثلكن أنتن فقط، أنتن من يصنع التغيير، ولا تظنن أن الزواج مهرب؛ فالزواج مشروع وليس مهربًا، هو مشروع تكوين عائلة خالية من المشكلات.. أن تبني عش زوجية يعمُّ فيه الرحمة والمودة، وعلاقة زوجية تقوم على المشاركة فهو ميثاق غليظ، ثم تنشئة أطفال أنتِ المسؤولة والمحاسبة على كل تصرفاتهم.. إنه مشروع سيستمر ويرافقك طول حياتك، فإما أن ينجح أو يخسر أنتِ المسؤولة..

وهذه العلاقات ما يقام لها الأفراح -التي بفضلها سينشأ جيل جديد- وليس تلك المنتشرة تدعو للتحرر ويقام لها الأتراح وتُعبِّر عن الشذوذ وتخرج عن قواعد ديننا التي يقام لها الأتراح وتنتشر بفضلها الأوبئة أو قد تنشأ بفعلها..

وبيوم من الأيام ستكونون فخورين بما فعلتن، وكم صمدتن رغم قسوة الظروف، ربما لن أراكن مجددًا وهذا يحزنني رغم أنني لن أراكن مجددًا، رغم أن الأغلبية لن يظنن هذا ولن يخطر في أذهانهم، أما أنا فإنني خلال 336 يومًا من اللقاء والمعرفة والتعب والإعطاء والمجاهدة ليست بقليلة عليَّ.

ثم خرجت ولم ألتقِ بها مجددًا..

لطالما كنا نكره أنها متشددة، ونظنُّ أنها لا ترغب في تدريسنا، ولكن بعد ذلك الخطاب أدمعت أعيننا، وعلمنا أنها شعرت بما شعرنا، وأرادت لنا الأفضل، وغيَّرت أفقنا كلها مودعة لنا، وهذا ما يدعى بالنهايات السعيدة..

بقلم مروه الحاج عثمان

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

بومالة مليسا

أغسطس 28, 2023, 8:50 ص

جميل جدا يا مروة الحلوة احسنتي اتمنى لك كل التوفيق ..ارجو ان تقراي مقالاتي وتعطيني رايك فيها و شكرا مسبقا ☺️❤️ و ذلك بالطبع اذا احببت ..تحياتي ..اتمنى لك يوم سعيد 🌷🌸

أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة