يُحكى أنه كان هناك شابٌ في الغرب أنهى المرحلة الجامعية، وحصل على بكالوريوس الهندسة، وخرج ليبحث عن فرصة عمل محترمة، وعمل سيرة ذاتية محترمة، وأخذ يبحث عن أماكن العمل التي تعلن عن وظائف خالية، ويقدم أوراقه ويقوم بإجراء مقابلة المسؤولين، ولكنه في الأخير يتم رفضه، وتكرر هذا الرفض في كل مرة يقدم فيها أوراقه في شركة من الشركات، وذات مرة من المرات الكثيرة والمتكرر التي يقدم فيها أوراقه، ولكن هذه المرة تم رفضه قبل المقابلة، فتعجب جداً، وسأل أحد الموظفين: لماذا تم رفضي حتى قبل أن تتم المقابلة ويتم اختباري؟ فقال له بسخرية واضحة جداً: "بكلّ صراحة أنت شكلك صعب جداً جداً، وما فيش حد من مسؤولي أي شركة سيوافق على أن يعين شخصاً أو يكون عنده موظف بهذا الشكل وهذا السوء وكل يوم يراه".
فتأثر الشاب نفسياً جداً، وتضايق من أسلوب الموظف وطريقة تنمره، فعاد للمنزل وأغلق على نفسه حجرته لمدة أسبوعين، لا يريد فيها الخروج ولا مقابلة أحد، وعنده حالة شديدة من الاكتئاب والعصبية بسبب شعوره بضياع كل سني الدراسة هباء، وضياع كل سني عمره على الأرض.
ثم فجأة، جاءت له فكرة جهنمية ألا وهي أن يذهب لدكتور عمليات تجميل بارع ثم أخبره بأنه يريد تغيير شكله كلياً، فكان رد الدكتور عليه بأنه لكي يقوم بتغيير شكله تماما فسوف يحتاج لمبلغ كبير، وهو سبعة عشر ألف دولار، فلم يؤخر الخبر، وذهب لوالديه، واقترض منهم المبلغ دون أن يخبرهم السبب، وبعد عمل عدة عمليات تجميل تغير شكله تماماً للنقيض، وأصبح جميل الملامح جداً، والأغرب أنه بعد العمليات وتغيير شكله قام بنشر قصته على وسائل التواصل الاجتماعي والترفيهي، وأصبح مشهوراً جداً، وأصبح لديه آلاف، بل عشرات الآلاف من المتابعين وتهافتت عليه كبرى شركات التجميل، والعناية بالبشرة والشعر، والدعاية ليتفاوضوا معه لعمل الدعاية والإعلانات لمنتجاتهم مما جعله مشهوراً جداً، ويتحصل على مبالغ كبيرة جداً، وأصبح من الأثرياء، ثم فوجئ المتابعون له بصوره القديمة وقصته وحكايته من القبح للجمال، ولكن معظم الناس لم يصدقوه حتى جاء بالكثير من البراهين والدلائل وأوراق العمليات لكي يبرهن لهم بأنهم يجب ألا تخدعهم المظاهر وأن يهتموا دوما بالجوهر والشخصية دون أي ماسكات أو رتوش.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.