رحلة بحث عن الذات

تبادرت إلى ذهني فكرة بالأمس عن ماهية الذات، وماذا إذا اكتشفت ذاتك وبحثت عن خباياها وعرفت كينونتها أخذتك إلى بر الأمان؟ في حين نجد حالات من الاكتئاب والخذلان عند آخرين نتيجة لتجاهل ذاتهم وتدميرها بكلمات وسلوكيات سلبية قد تدمر حياتهم كليًّا.

عزيزي القارئ.. إذ أردت من ذاتك أن تخدمك، وتجعلك شخصًا مميزًا وناجحًا، فابحث في خباياها، واكتشف جوهرك، ووجِّه هذه الأسئلة إلى نفسك، وحاول الاجابة عنها فرادى. مثلًا قل:

من أنا؟ 

ما الذي أحبه، وما الذي أكرهه؟

ما هواياتي وعاداتي؟

هل سلوكياتي تخدمني أم فيها ما يدمرني دون أن أشعر؟

ما غايتي من الحياة؟

ما رسالتي التي ستخلد ذكراي بعد مماتي؟

صدِّقني عزيزي هذه الأسئلة ستفتح لك آفاقًا جديدة لاكتشاف ذاتك على نحو أعمق، وستوصلك لمرتبة الوعى بالذات، وستعرف ماهية وجودك في هذه الحياة.

فذاتنا خُلقت من العدم، بدأت رحلتنا منذ اليوم الذي وُلدنا فيه، في ذلك الوقت لم نكن نعرف حتى كيف نخطو خطواتنا الأولى، بعدها أصبحنا نتلعثم بالكلمات حتى انطلقنا في الكلام بعد محاولات عدة من تعلم مفردات جديدة علينا كليًا، بعدها دخلنا في تحدي أنفسنا في أول درس تعلمناه في يومنا الأول في المدرسة الابتدائية، تعلمنا الحروف والكلمات إلى أن صرنا كفؤًا لاجتياز الامتحانات بجدارة، بعدها واجهنا صعوبات الجامعة، حينها كان أكبر همنا هو الحصول على الشهادة التي تمكننا من مزاحمة سوق العمل، وبعدها تخرجنا، وهنا تكمن المشكلة بحد ذاتها.

فينقسم الناس إلى صنفين:

الصنف الأول: تجده يرضى بالمستوى المنخفض، فيعتقدون أنهم في بر الأمان عند منطقة راحتهم، يخافون من كلمة النجاح أكثر من كلمة فشل بحد ذاتها، يخافون من مواجهة تحديات الحياة، تجد أغلب روتينهم يعيد نفسه بين الحين والآخر، ولا يبذلون أدنى مجهود يذكر.

الصنف الثاني: وهو ما أعشقه، هم أناس لا يرضون بأي مستوى، كل تركيزهم على القمة فقط، هؤلاء لم يستسلموا للعقبات، ولم ينتظروا الفرص، بل صنعوها بأنفسهم، تعلموا واكتشفوا وبحثوا وبنوا معتقدات وسلوكيات وعادات إيجابية مكَّنتهم من الحصول على وظائف مرموقة تضمن لهم دخلًا جيدًا، ولم يكتفوا بذلك بل خططوا ليومهم وعرفوا غايتهم من الوجود، وتجدهم أينما حلُّوا وُجدت معهم الطاقة الإيجابية وروح التغيير لا تفارقهم.

عزيزي.. هل وضحت لك الصورة، أين تكمن ماهية البحث عن الذات؟ لا ترضَ بالقليل، ولا ترضَ أبدًا بالمرتبة الثانية ما دام هناك مرتبة الأولى تنتظرك، ارتقِ بنفسك لأعلى المراتب، واصنع في كل عام نسخة أفضل من نفسك.

صدِّقني ستجد جوهرًا في داخلك لم يكتشفه أحد من بعدك. وتذكَّر: «ما دمت أنت موجودًا فالعالم بحاجة إلى لمسة يدك في هذه الحياة، فاترك لنا آثار خطاك لنعرفك من بين الملايين؛ لأنك خُلقت مميزًا يا صديقي».

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

مقال مميز و رائع بجودته الراقية إبداع من طرف أنامل فنانة ..
مقال رائع بداية موفقة ..اختيار موفق في الموضوع ..تميزتي يا صديقتي ...انا انتظر المزيد ..
ومن جهة اخرى كيف حالك ؟؟ اشتقت اليك كثيرا ؟؟ 😭 يا بنت بلادي..
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

الحمد لله يااعزيزتي ـ انا في أتم الصحة والعافية وأنت كيف حالك؟ توحشتك بزاف اسفة على الغياب
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة