رحلة الهدافين سالفوتوري سكيلاتشي وفرانشيسكو كابوتو الملهمة

هل سمعت بالخبر؟ وهل يوجد ما لم يسمع به؟ سكيلاتشي هذا اللاعب الإيطالي المغمور اختير لتمثيل منتخب بلاده في مونديال ألف وتسعمئة وتسعين 1990، مهلا.. كيف حدث ذلك وقد كان وقتها قد لعب بقميص المنتخب مباراة ودية وحيدة، الأدهى من ذلك أنه حين بلغ ستة وعشرين 26 عاما توج بلقب هداف كأس العالم، لكن بريقه بعدها خفت تماما، بعدها بعث إليه فرانشيسكو كابوتو مهاجم ساسولو الذي يريد أن يحقق حلم سكيلاتشي بعد أن اختفى عن الأضواء، فإليك ما جرى...

اقرأ أيضاً كأس العالم 1990 بإيطاليـا وهيمنة ألمانيا على اللقب 

سالفوتوري سيكلاتشي

إنه عام ألف وتسعمئة وأربعة وستين 1964 ولد سالفوتوري سيكلاتشي لعائلة يكسوها الفقر المدقع بمدينة باليرمو الإيطالية، وفي هذا الوقت لم تكن أندية إيطاليا تعلم أن هذا الفتى الصغير حين يكبر سينجح في تسجيل ستة أهداف كانت كفيلة بمنحه جائزة الحذاء الذهبي ولقب هداف بطولة كأس العالم..

الحياة لم تكن وردية دائما لأولئك الذين وصلوا إلى قمة المجد، هكذا كانت حياة سالفوتوري، حينما أدرك قسوة الحياة في سن مراهقته، فقد كان عمره وقتها سبعة عشر 17 عاما، فلم يكن أمامه سوى ترك مدرسته ليعمل في ورشة لإصلاح إطارات السيارات لتوفير قوت يوم عائلته.

لكن سيكلاتشي كان يحاول أن يعاند القدر للخلاص من هذا الفقر، مغامرا بلعب كرة القدم مع فريق الهواة في مدينته باليرمو لعلها تمنحه قوت يومه، فجمع بين اللعب بالكرة تارة والعمل في صيانة السيارات تارة أخرى. 

وقتها كان يدور في ذهن سكيلاتشى سؤال محير: ما الذي سينقذه أولا من الفقر؛ الكرة أم العمل؟

اقرأ أيضاً اللاعب الإيطالي أنطونيو كابريني

من أنقذ سكيلاتشي من الفقر الكرة أم العمل؟

لتجيب الكرة عليه سريعا ففي عام ألف وتسعمئة واثنين وثمانين 1982 بعد أن وقع عقدا في صفوف ميسينا حيث ستكون بداية رحلته في عالم الساحرة المستديرة، لينتقل سريعا إلى نادي يوفنتوس الذي منحه الجواب النهائي بتسجيله واحدا وعشرين 21 هدفا عام ألف وتسعمئة وتسعة وثمانين 1989، لقد كان عمره حينها خمسة وعشرين عاما.

لك أن تتخيل أن سكيلاتشي كان طيلة هذه السنوات يتقاضى أقل من يورو واحد على كل هدف يسجله، ليجمع نهاية الشهر نحو ثلاثين 30 يورو لمساعدة وإعانة أسرته.

ليأتي عام ألف وتسعمئة وتسعين 1990 ويستدعى سكيلاتشي إلى قائمة المنتخب الإيطالي التي ستشارك في كأس العالم..

لك أن تعرف أن فرصة انضمام سكيلاتشي إلى المنتخب الإيطالي كانت بمثابة الدجاجة التي ستبيض ذهبا له ولإيطاليا، ففي الدقيقة السادسة والسبعين 76 يمنحه القدر فرصة المشاركة في المباراة الافتتاحية لإيطاليا أمام النمسا، مسجلا هدف الفوز ليتحول من بديل إلى أساسي، ليكمل مع إيطاليا رحلة المونديال حتى نصف النهائي، مسجلا خمسة 5 أهداف حاسمة، وليأتي سادسهم في مباراة تحديد المركز الثالث الذي جعله ينفرد بصدارة هدافي بطولة كأس العالم.

ولكن سيتبخر كل شيء، فسكيلاتشي بعد أن لامس المجد لم يعد بنفس مستواه المدهش، فقد خفت بريقه في نادي يوفنتوس، لينطفئ تماما في نادي إنتر ميلان عام ألف وتسعمئة واثنين وتسعين 1992، ويرحل بهدوء إلى اليابان ليكمل رحلته في نادي جوبيلو إيواتا.

لك أن تعرف أن المدة التي قضاها سكيلاتشي كانت أقل من عام في منتخب إيطاليا منتخب بلاده الذي جعل منه بطلا قوميا وقاده للعالمية بعد أن لقب بهداف كأس العالم واحتلت إيطاليا المركز الثالث في هذا المونديال.

اقرأ أيضاً نابولي بطلاً للدوري الإيطالي 2023

بداية فرانشيكسو كابوتو وعلاقته بسكيلاتشي 

سأقص عليك أمرا الآن، أتدري أن عام ألف وتسعمئة وسبعة وثمانين 1987 كان ميلاد اللاعب الإيطالي فرانشيكسو كابوتو في مدينة تدعى ألتامورا.

ومع ميلاده ستجدد قصة سكيلاتشي، ولكن هذه المرة بلاعب يعيد للمنتخب الإيطالي عافيته بأفضل مما كان عليه سكيلاتشي قبل كأس العالم عام ألف وتسعمئة وتسعين 1990..

البداية كانت حينما بلغ كابوتو ستة عشر 16عاما، حينها كان يتدرب في مدينة توريتو، لكن مدربه رفض عرض نادي جرويستو الذي كان يطلب من عائلات اللاعبين ثمانمئة 800 يورو شهريا للانضمام إليه.

حينذاك كان كابوتو في طريقه للنادي، ولكن قرر اعتزال كرة القدم، تاركا أحلامه الكروية حتى يساعد والده في العمل حينما لم يقدر على سداد رسوم الانضمام للنادي الذي يحلم به.

دعني أخبرك أن فرانشيسكو كان يحتاج إلى من يمد إليه يد العون بعد أن تخلى عن حلمه، ليكون بعد سنوات مهاجم ساسولو القناص.

حينها سيحاول مدربه "أنفوريو كولاسونو" إقناعه بعدم الاعتزال.. بكلماته السحرية "إذا كنت تثق بي، فقط العب سنة أخرى في توريتو، ستكون فرصة أخرى، أعدك بذلك "ونجح بإعادته إلى المستطيل الأخضر، نعم، إيطاليا الآن على موعد لنشأة لاعب سيغير مجرى الكرة بها، فبرأيك ماذا فعل فرانشيسكو؟

لك أن تتخيل أنه سجل اثني عشر12 هدفا لفريقه عندما عاد لتورتيو، ليأتي عام ألفين وستة 2006 وتتغير حياته رأسا على عقب.

لقد جاءه عرض للعب في ريال ألتامورا، لقد كان عمره تسعة عشر 19 عاما، وأصبح اسم المهاجم معروفا بين جماهير الساحرة المستديرة البسطاء.

مع مرور السنوات بدأت موهبة كابوتو تلمع، لينضم إلى نادي باري في عام ألفين وثمانية 2008 الذي كان يشجعه منذ أن كان طفلا.

وبعد شهرين فقط لعب أمام نادي جرويستو الفريق الذي كاد يعتزل كرة القدم بسبب فشله في الانضمام إليه مسجلا عشرة 10 أهداف قادت نادي باري إلى الصعود إلى الدوري الإيطالي.

اقرأ أيضاً اللاعب الإيطالي أليساندرو نيستا

عقوبة كابوتو بالإيقاف عام 2013

بات كابوتو نجم نادي باري الأول ليصبح القائد عام ألفين واثني عشر 2012، لتحدث الصدمة في العام التالي، إنه عام ألفين وثلاثة عشر 2013 عوقب كابوتو بالإيقاف لموسم كامل بسبب فضحية تلاعب بالنتائج رغم أنه لم يرتكب هذه الجريمة.

أظن حينها التفكير في الاعتزال سيكون خيارا منطقيا للاعب يبلغ من العمر ستا وعشرين 26 عاما، والأهم من ذلك أن وصم هذه الفضيحة سيظل ملازما له حتى بعد عودته، كانت تلك المرة الثانية التي فكر فيها فرانشيسكو بالاعتزال منذ كان في السادسة عشرة 16 من عمره لكن على أي حال كانت براءته في ألفين وستة عشر2016.

بعدها رجع فرانشيسكو إلى الملاعب وبدأ من جديد بانضمامه لنادي فيرتوس أنتيلا مستعيدا فراسته التهديفية لتأخذ مسيرته منحى جديدا ويصير مديرا في إحدى أكاديميات الناشئين.

عودة فرانشيسكو

بعد عودته تلك المرة لم يكن فرانشيسكو يعلم أنه سيكون وسط الكبار وهو بعمر الثلاثين 30، لينتقل إلى إيمبولي ويحصد لقب الهداف برصيد ستة وعشرين 26 هدفا عام ألفين وسبعة عشر2017، وفي سن الواحدة والثلاثين 31، وفي موسم ألفين وتسعة عشر 2019 لعب كابوتو كل المبارايات في الدوري الإيطالي والكأس كاملة ولم يغب دقيقة واحدة، مسجلا ثلاثة عشر 13 هدفا.

حينها التقطته عيون روبيرتو دي زيربي ليأتي به إلى ساسولو، وحينها توحش وأصبح أحد أبرز نجوم الدوري الإيطالي على الإطلاق، وفي ألفين وعشرين 2020 سجل خمسة وعشرين 25 هدفا في أربعين 40 مباراة.

بالأحرى كل هذه العبقرية الكروية لهذا الشاب الذي بات من أهم لاعبي منتخب إيطاليا، ستمكنه من تحقيق مسيرة سكيلاتشي التي انتهت سريعا في مونديال ألف وتسعمئة وتسعين 1990، لكن ربما ستكون في مونديال العالم عام ألفين وستة وعشرين 2026 القادم...

إذا أعجبتك الحكاية شاركنا رأيك عبر التعليقات وإلى لقاء قريب مع جوك حيث المعرفة متعة.

"جوَّك رياضة" حساب خاص بمنصَّة جوَّك يقوم عليه مجموعة من الكتاب المهتمين بالشأن الرياضي العالمي، يقدمون من خلاله متابعات قوية لأقوى الدوريات الأوروبية وللبطولات القارية وكذلك كأس العالم.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
نوفمبر 15, 2023, 9:16 ص - عبدالرحمن أحمد عبدربه الصغير
نوفمبر 5, 2023, 11:07 ص - عبدالرحمن أحمد عبدربه الصغير
نوفمبر 1, 2023, 10:01 ص - عبدالرحمن أحمد عبدربه الصغير
أكتوبر 26, 2023, 1:29 م - عبدالرحمن ياسر رحب
أكتوبر 25, 2023, 6:28 م - مدبولي ماهر مدبولي
أكتوبر 17, 2023, 9:32 ص - عبدالرحمن أحمد عبدربه الصغير
أكتوبر 17, 2023, 9:01 ص - عبدالله السومري
أكتوبر 16, 2023, 7:42 م - علاء الضوي حرير
أكتوبر 8, 2023, 4:44 ص - عبدالرحمن أحمد عبدربه الصغير
أكتوبر 3, 2023, 12:10 م - جوَّك رياضة
أكتوبر 2, 2023, 10:31 ص - جوَّك رياضة
سبتمبر 28, 2023, 1:02 م - محمد محمود عفت عطية
سبتمبر 27, 2023, 9:14 م - جوَّك رياضة
سبتمبر 12, 2023, 2:36 م - إسماعيل سيديا
سبتمبر 11, 2023, 12:40 م - يحيى مجدي محمد
سبتمبر 6, 2023, 8:07 ص - شادى محمد نجيب
أغسطس 24, 2023, 12:28 م - عبدالرحمن أحمد عبدربه الصغير
أغسطس 19, 2023, 8:50 م - عبدالرحمن أحمد عبدربه الصغير
أغسطس 16, 2023, 6:58 م - خلود محمد معتوق محمد
أغسطس 9, 2023, 6:47 م - نورالدين عدنان حجاج
يوليو 28, 2023, 3:38 م - احمد شمس الدين احمد ابراهيم
يوليو 25, 2023, 11:51 ص - جمال عبدالرحمن قائد فرحان
يوليو 18, 2023, 3:31 م - فادى سيد عبد الحميد
يوليو 14, 2023, 11:38 ص - جوَّك رياضة
يوليو 8, 2023, 1:41 م - عبدالحليم عبدالرحمن
يونيو 20, 2023, 11:19 ص - جمال عبدالرحمن قائد فرحان
نبذة عن الكاتب

"جوَّك رياضة" حساب خاص بمنصَّة جوَّك يقوم عليه مجموعة من الكتاب المهتمين بالشأن الرياضي العالمي، يقدمون من خلاله متابعات قوية لأقوى الدوريات الأوروبية وللبطولات القارية وكذلك كأس العالم.