في حين أن أمراض اضطرابات أو خلل المناعة الذاتية قد تبدو مختلفة تمامًا عن بعضها الآخر، لكنها تشترك في الخصائص الأساسية.
فكل منها ليس له سبب معروف ولا خطة علاج مشابهة للآخر؛ لذا فإن إدارة أمراض المناعة الذاتية هي رحلة مدى الحياة للتمتع بأعراض أقل وقدرة أكبر على عيش حياة كاملة ونشيطة.
والخبر السار هو أنه لا يوجد اضطرار للقيود لمرض المناعة الذاتية، بل يمكن التعايش على نحو كامل وأكثر نشاطًا وبثقة أكبر بالنفس باتخاذ الإجراءات والنصائح التي تحدث تحسنًا في جودة الحياة، وتقلِّل الأعراض وتمنع النوبات وتحافظ على صحة أفضل.
اقرأ أيضًا كيف يمكنك تحسين جهاز المناعة لديك؟
نصائح للتعايش مع خلل المناعة الذاتية
اتباع نظام غذائي متوازن والحفاظ على وزن صحي
تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن والبروتينات مع تجنب الأطعمة التي قد تثير التهابات، مثل الأطعمة المصنعة والسكريات الزائدة.
والوزن الزائد يمكن أن يضعف الجهاز المناعي ويزيد الالتهابات؛ لذا يجب الحفاظ على وزن صحي عن طريق النظام الغذائي المتوازن والنشاط البدني.
المعادن والمواد الغذائية
مرضى المناعة الذاتية يجب أن يكونوا حذرين عند تناول بعض المعادن والمواد الغذائية التي يمكن أن تؤثر سلبًا في حالتهم الصحية.
فعلى الرغم من أن بعض المعادن ضرورية للصحة العامة، فإن الإفراط في تناولها أو تناولها بأساليب غير مناسبة قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض أو زيادة الالتهابات.
اقرأ أيضًا 5 طرق بسيطة لتعزيز جهاز المناعة لديك بشكل طبيعي
الدور السلبي للمعادن الثقيلة
ثبت أن المعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق والكادميوم والزرنيخ يمكن أن تتداخل مع وظائف الجهاز المناعي، ما يؤدي إلى تحفيز أو تثبيط الاستجابة المناعية، ويؤدي بالتالي إلى مهاجمة الجهاز المناعي لخلايا الجسم الذاتية، مسببًا أمراض المناعة الذاتية.
ويمكن أيضًا أن تسبب إجهادًا تأكسديًا، وهو حالة عدم توازن بين الجذور الحرة ومضادات الأكسدة في الجسم. والإجهاد التأكسدي يمكن أن يؤدي إلى تلف الخلايا والأنسجة، ما يثير الاستجابة المناعية ويزيد احتمالية تطور أمراض المناعة الذاتية.
وهذه المعادن تتفاعل مباشرة مع الخلايا المناعية مثل الخلايا التائية والخلايا البائية؛ ما يؤدي إلى تغيير سلوكها وتعزيز الالتهابات غير الطبيعية.
وهي أيضًا قد تتداخل مع امتصاص واستخدام المعادن الأساسية والفيتامينات الضرورية للجهاز المناعي السليم، مثل الحديد والزنك والسيلينيوم... إلخ، وقد تؤثر في التغيير الجيني وتنشيط الجينات المرتبطة بالاستجابة المناعية والالتهابات، هذا التغيير الجيني يمكن أن يسهم في تطور الأمراض المناعية الذاتية.
اقرأ أيضًا طرق تقوية جهاز المناعة حتى في الستين
معادن أساسية يجب مراقبتها بحذر
الحديد
مع أن الحديد ضروري للجسم، فإن الإفراط في تناوله يمكن أن يسبب زيادة في التأكسد والالتهابات؛ لذا يجب على المرضى الذين يعانون من اضطرابات المناعة الذاتية مثل داء ترسب الأصبغة الدموية (Hemochromatosis) أن يكونوا حذرين.
النحاس
زيادة مستويات النحاس قد تؤدي إلى تفاقم بعض أمراض المناعة الذاتية؛ لذا يجب على المرضى مراقبة مستويات النحاس في أجسامهم وتجنب المكملات الغذائية الغنية بالنحاس دون استشارة طبية.
الزنك
الزنك ضروري للجهاز المناعي، لكن الإفراط في تناوله يمكن أن يخل بتوازن المعادن الأخرى مثل النحاس؛ لذا يجب على المرضى تناول الزنك باعتدال وتحت إشراف طبي.
المغنيسيوم
المغنيسيوم مفيد للجسم، ولكن بعض الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى أو لديهم مشكلات في امتصاص المعادن قد يحتاجون إلى مراقبة تناولهم للمغنيسيوم.
السيلينيوم
السيلينيوم مهم للصحة المناعية، ولكن الكميات الزائدة منه يمكن أن تكون سامة وتؤدي إلى مشكلات صحية شديدة الخطر؛ لذا يُنصح بتناول السيلينيوم في نطاق الجرعات الموصى بها.
اليود
يمكن أن يزيد اليود نشاط الغدة الدرقية، وهو ما قد يكون ضارًّا للأشخاص الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية المرتبطة بالغدة الدرقية مثل داء غريفز أو التهاب الغدة الدرقية المناعي.
اقرأ أيضًا تعرف على أفضل المكملات الغذائية لتعزيز جهاز المناعة
توصيات للتقليل من مستوى وتأثير المعادن الثقيلة
- إجراء فحوص منتظمة لمستويات المعادن الثقيلة في الجسم، خاصة إذا كان يوجد تاريخ عائلي أو أعراض تشير إلى احتمال التسمم بالمعادن الثقيلة.
- تجنب التعرض للمصادر المعروفة للمعادن الثقيلة، مثل بعض أنواع الأسماك التي تحتوي على مستويات عالية من الزئبق، والبيئات الصناعية الملوثة.
- اتباع نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة التي تساعد في مكافحة الإجهاد التأكسدي، مثل الفواكه والخضراوات الطازجة، وكذلك الأطعمة الغنية بالألياف التي تساعد في إزالة السموم من الجسم.
- التأكد من مصدر مياه الشرب وأنها خالية من المعادن الثقيلة. ويمكن استخدام فلاتر المياه لتحقيق ذلك.
- الحصول على نصائح وإرشادات من الأطباء المتخصصين لتقليل التعرض للمعادن الثقيلة وإزالة السموم من الجسم.
- ممارسة الرياضة بانتظام: يمكن أن تساعد التمرينات الرياضية المنتظمة في تحسين الصحة العامة وتقوية الجهاز المناعي، بالإضافة إلى تخفيف التوتر وزيادة الطاقة.
- النوم الجيد يساعد في تقوية الجهاز المناعي وتحسين الحالة النفسية والجسدية.
- الابتعاد عن التوتر والإجهاد الشديد وتعلم تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوغا والتنفس العميق.
- الدعم النفسى والاجتماعي: الانضمام إلى مجموعات دعم المرضى أو الاستفادة من الاستشارة النفسية يمكن أن يساعد في التعامل مع التأثيرات النفسية للمرض.
باتباع هذه النصائح والإجراءات، يمكن لمرضى اختلال المناعة الذاتية تحسين نوعية حياتهم والتعايش على نحو أفضل مع حالتهم الصحية.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.