رحلة التختروان من الظهور إلى الانقراض

ظهر في أحد مشاهد فيلم "الزوجة الثانية" حينما كانت تُزف الفلاحة "فاطمة" (سعاد حسني) إلى العمدة "عتمان" (صلاح منصور)، حينها قالت "أم حسن" (سهير المرشدي): "والله وركبتي التختروان يا فاطمة"، وغنَّت له "شريهان" (بنت السلطان في التختروان متزوقة ومتهيئة)، فما التختروان؟

التختروان 

هو وسيلة نقل قديمة استخدمت في شوارع القاهرة في القرون القديمة قبل ظهور السوارس، وهي العربات التي كان يجرها الخيول والبغال (ظهر اسم السوارس في فيلم "قصر الشوق" حينما خبط السوارس السيدة أمينة زوجة سي السيد أحمد عبدالجواد).

"التختروان" هي كلمة فارسية تتكون من كلمتين: الكلمة الأولى هي "تخت" وتعني "السرير"، والكلمة الثانية هي "روان" وتعني "المتحرك"، وهي تعني "السرير المتحرك". هذا السرير على شكل غرفة منقوشة بالصدف وبعض الأحجار الكريمة والعاج، يُفرَش من الداخل بحشايا مخمل وأقمشة من الدامسكو والوسائد الحريرية المريحة، وتُغطى من الخارج بأنواع أقمشة الوقاية من أشعة الشمس والأتربة ورياح الصحراء.

وسيلة التختروان

التختروان وسيلة نقل قديمة في الزفاف

هذا السرير يكون في منتصف جملين أو قد يكون بين أربعة جمال، وقد استخدم التختروان لنقل الأمراء والأثرياء إلى مسافات طويلة، وذُكر هذا في كتاب الجبرتي، وكتاب ابن بطوطة، وكتاب ابن جبير في العصر الأيوبي. واستُخدم أيضًا في الزفاف، وكان أشهر من زُفت فيه هي قطر الندى بنت خمارويه بن أحمد بن طولون، حينما تزوجت الخليفة العباسي المعتضد بالله وزُفت إليه من مصر إلى بغداد وذلك عام 902 ميلادي.

بعد اختراع السوارس -كما ذكرنا من قبل- انحصر دور التختروان في حفلات الزفاف والأعراس، فكانت تركب فيه العروس في أثناء سير موكب الزفاف من بيت أبيها إلى بيت زوجها، وبواسطته ترى العروس كل مظاهر الاحتفال دون أن يلمحها أحد، ويحيط بها الصغار والكبار، ويلقون نظرة على العروس والجِمال التي تكون في بعض الأحيان عليها فروش مزخرفة.

ظل التختروان يُستخدم في المدن والقرى في الزفاف حتى بدأ في الانحصار وقل انتشاره في بداية القرن 19، وانتهى نهائيًّا من مصر في القرن 20، ولم يعد موجودًا سوى في رسوم المستشرقين التي سجلت الحياة في مصر في العصور القديمة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.