مر يومان دون أن يأتيني رد، لا أعرف لماذا أنا متحمس للقاء هذه الفتاة. اسمها جميلة، وهي فعلًا جميلة، ما أحلى ابتسامتها وشعرها الأسود الطويل! كما أنها تمتلك عقلًا حكيمًا يفوق ذكاء معظم الناس الذين قابلتهم، وجسدها مشدود، ليست نحيفة جدًّا، هي أقل مني في الحجم والطول بفارق بسيط، لكنها أكثر بياضًا مني.
في اليوم الثالث، جاءني الرد واتفقنا على أن تكون المقابلة يوم الخميس في الساعة السابعة مساء. في ليلة يوم الأربعاء، جلست مع نفسي أفكر: هل لأن عمري سبعة وثلاثين عامًا، ولأنني وحيد، هو السبب في قرار زواجي؟ وهل أنا أفكر بعقلانية؟ وهل أنا يائس، وربما بسبب ذلك سأقبل الزواج من أي فتاة؟ لم أستطع النوم في هذه الليلة، كان عليَّ أن أفهم الأسباب والدوافع وراء قرار مصيري مثل هذا.
في تمام الساعة السابعة مساء، كنت في منزل جميلة. جلست مع والدها ووالدتها وأخوها وأختها، تعرفت عليهم وتعرفوا عليَّ.. أحببتهم، هم أناس طيبون وقد بادلوني نفس المشاعر، أحضرت جميلة العصير وجلست، وبعد مدة قال والدها: "سوف نترككم لتأخذوا راحتكم في الحديث"، وهمَّت العائلة بالذهاب.
سألتها عن أخبارها، ثم بدأت أتعرف عليها بشكل أعمق، كنت أنظر لعينيها، وكانت تنظر في عينيَّ في أثناء التحدث.
تكلمنا عن كل شيء خطر في بالنا، كنا مرتاحين للتكلم بصدق، كنا على طبيعتنا، ومر الوقت دون أن نشعر. دخلت الأم والأخت ووضعوا الطعام على السفرة.
حاولت الاستئذان والمغادرة، ولكن دون جدوى! تناولنا الطعام كعائلة وشعرت بالدفء والحب. وهكذا لقاء يعقبه لقاء آخر.. كل يومين كنت أزورهم، أحيانًا معي بعض الهدايا مثل الفاكهة أو علب شوكولا، وأحيانًا فارغ اليدين، ولكنهم جعلوني أشعر أنني فرد محبوب في هذه العائلة.
أخبرت جميلة أنني لا أحب الخروج والتنزه إلا في أحيان قليلة جدًّا.
قالت: "أنا أحب الخروج ورؤية أشياء جديدة، ولكن يمكنك على الأقل أن تخرج مرتين في السنة".
نظرت إليها وأجبت: "حسنًا، لا تتوقعين أكثر من مرتين في السنة".
قالت: "لا بأس، مرتان شيء جيد".
سألتها: "هل ستعملين بعد الزواج أم ستكونين ربة منزل؟"
أجابت قائلة: "سأتكلم معك بكل صدق. كما ترى، أنا أعمل في بيت أبي في مصنع لحياكة الملابس. ليس لأننا بحاجة إلى المال، لكن لأنني أحب الخروج ورؤية الأصدقاء، فهذا يجعل اليوم يمر عليَّ بسهولة وأقضي وقتًا ممتعًا في العمل.
لكني بعد الزواج أنوي أن أكون ربة منزل عادية أعتني بزوجي وبيتي.
عمري الآن واحد وثلاثين عامًا، سيكون من الأفضل لنا أن أركز على الاعتناء بالبيت وإنجاب الأطفال، ولكن إن كنت بحاجة في أي وقت إلى المال، فلن أتردد في العمل لتقديم المساعدة، كم طفلًا ترغب في أن يكون لدينا؟"
أجبتها: "طفلين، ولد وبنت إن أمكن، ولكن الأمر في يد الله".
ثم انتقلنا إلى الحديث عن الطريقة التي سندير بها البيت ماديًّا... يتبع.
رائعة
🙏
متشوقة للمذيد من المعرفة
لهذا الإبداع 🌹
الجزء الخامس 🌷
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.