رحلة إلى المرتفعات ج3

سافر أصدقائي خارج البلدة، ورويدًا شعرت بالوحدة. ومع مرور الوقت توفي جدي، ثم لاحقًا توفيت جدتي، وها أنا الآن بلا أي قريب وبلا أي صديق.. شعرت بفراغ عميق.

أصبحت أزور الكنيسة كثيرًا وكوَّنت صداقات جديدة داخل الكنيسة وخارجها. وبسبب عملي كنتُ أتعرف على أشخاص جدد، وكنا نلتقي بعيدًا عن إطار العمل.. نذهب إلى المقاهي والمطاعم والنوادي الرياضية، ولكن عندما يأتي الليل، وقبل أن أنام، كنت أشعر بفراغ عميق ووحدة قاتلة.

فكرت أنه ربما إذا تزوجت بالفتاة المناسبة ومنحتها الحب والأمان والاهتمام والاحترام، فسوف تبادلني نفس المشاعر، تخيلت نفسي ومعي زوجة وطفلان، أعيش في سعادة.

بعد سن الثلاثين ستدرك أن أهم ما في الحياة هو العائلة التي تحبك وتحترمك بكل صدق، ستدرك أن صحتك مهمة جدًّا، وعملك ومالك وعلاقاتك، سوف تقدر قيمة الحياة، وفي ذات الوقت ستكون قادرًا على التخلي عن أي شيء وأي شخص.

تقدمت للزواج بفتاة لا أعرفها إلا عن طريق شخص قريب مني. كنت في سن السابعة والثلاثين وهي كانت في سن الواحدة والثلاثين، سألتني: "لمَ لمْ تتزوج حتى الآن؟"

أخبرتها أن الوقت لم يكن مناسبًا للارتباط بشخص مدى الحياة، ولكن أعتقد أن الوقت الحالي أصبح يناسبني. ثم عكستُ السؤال لها، فقالت إجابة غير متوقعة!

قالت:

- "معظم الذين تقدموا للزواج مني كان لهم هدفان فقط في الحياة: الحاجة والرغبة."

لم أفهم ما قالته، فطلبت توضيحًا.

ردَّت قائلة:

- "الحاجة إلى شخص يعتني بهم، يحضر لهم الطعام، ويغسل الملابس، إلخ... والرغبة في الإشباع الجسدي."

صمتت قليلًا ثم تابعت:

- "أعلم أن هذه احتياجات مشروعة، ولكن لا يمكنني قبول الزواج من شخص يحتاج إليَّ لإشباع رغبة وسد حاجة فقط، كنت أبحث عن رجل يريدني أن أكون حياته لا جزءًا منها.. رجل يحبني ويحترمني مثلما يحب ويحترم ذاته.. كنت أبحث عن رجل له شخصية قوية لا متسلطة، رجل يريد أن يمنح لا أن يأخذ فقط.. رجل يهتم بمشاعري ويقدرني، رجل يسمح لي بالنمو، لا يضع القيود والقوانين فقط."

انتهى اللقاء معها وعدت إلى منزلي، وجلست أفكر في ما حدث في اللقاء من أحاديث وتبادل أفكار.. جلسنا مدة تقارب الساعتين نتحدث ونضحك. كانت تتفحصني كما كنت أفعل. أعجبتني، وأعرف أني أعجبتها أيضًا.

سأنتظر رد العائلة وسوف أقابلها في أقرب وقت.

يتبع...

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

اعجبنى كثيرا هذا الحوار
الزواج عطاء وشراكة تبنى على
الإحترام بين الطرفين.
فى انتظار المذيد دمت بخير
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة