«ربما نجد أناسًا جيدين».. قصة قصيرة

في عالمِ الخيال الذي يَعُمه الخير والشر والقوة والضعف تحدث عدة قصص تأسر قلوب القراء، وتنقلهم إلى عوالم مختلفة، تمتلئ بالمغامرات والتحديات، ومن هذه القصص قصة (الأطفال المشردون) التي تتحدث عن أبناء كانوا يعيشون مع عائلتهم في منزل بالغابة، وكانوا سعداء جدًّا.

في الخامس من أيلول قرر الأب أن يفرح ابنته ليلى في عيدِ ميلادها الذي مرَ عليه يومان، فذهب إلى المدينة ليحضر كل ما يلزم لعيد الميلاد، وعندما انتهى من إحضار كل ما يلزم قرر العودة إلى الغابة، لكن في طريق عودته تبعه شخص إلى أن عرفَ مكان سكنه، لم يستطع الرجل الشعور أو الانتباه للشخص الذي كان يتبعه، فقد كان هذا الشخص يحاول معرفة مكان سكن العائلة من عشرين سنة.

في المساء عمل الوالدان حفلَ عيد ميلاد لابنتهم الكبرى

وفي المساء عمل الوالدان حفلَ عيد ميلاد لابنتهم الكبرى، فأهدتها أمها خاتمًا من ذهب، كان قد قدم لها في حفل زفافها، وأهداها والدها كتابًا، أما إخوتها أهدوها طوقًا من الورود، واستمتعوا بوقتهم كثيرًا، ولعبوا معًا، وعندما ذهبوا إلى النوم إذ بأجراسِ الغابة ترن، فذهبوا واختبؤوا في حفرة، وحَمَلَ الأب البندقية وتوجه نحو الباب، وفتحهُ فإذا بذلك الشخص الذي كان يبحث عنه من عشرين سنة أمسكَ بالأب، وجعلَ أتباعه يقيدونه بحبلٍ إلى جذع شجرة، وسُمع صوت رصاص يطلق.

خاف الأبناء، وقررت الأم الذهاب لمعرفة الذي حصل، وقالت لابنتها إن إخوتها في أمانتها، وهي الأم الآن، عندما ذهبت أمسكوا بها أيضًا، وأطلقوا عليها الرصاص، فمات كلٌّ من الأب والأم، وبقي الأبناء وحدهم في الغابة.

استمر ذلك الشخص في البحث عن الأطفال في الغابة إلى أن وصل إلى المكان الذي اختبؤوا فيه، لكن لحسن الحظ أنهم كانوا قد غادروا المكان، واستمروا بالمشي إلى أن وصلوا إلى طريق فيه شاحنة تحمل صناديق التفاح في طريقها إلى إسطنبول.

فكروا كثيرًا إلى أن قرروا ركوب الشاحنة دون علم صاحبها، فصعدوا عليها من الخلف، واستمرت الشاحنة بالسير إلى أن وصلت إلى إسطنبول، لكن حدث شيء لم يكن بالحسبان، لقد شاهدوا في طريقهم الشرطة تريد أن تفتش الشاحنة، استطاعوا الهروب من الشاحنة في الوقت الذي كان الشرطي يطلب من سائق الشاحنة الرخصة والهوية، وفي أثناء هربهم شاهدهم صاحب الشاحنة، لكنه لم يستطع التكلم، لكيلا يظن الشرطي أنه يهرب البشر، لكن صاحب الشاحنة كان على معرفة بذلك الشخص (جان) الذي قتل الأبوين، لكنه لم يعرف الأبناء.

في ذلك الوقت نشر جان: «من يجد أربعة أشقاء ولدين وابنتين له جائزة قيمة»، وعندما رأى السائق ما نشره جان، اتصل به، وقال له إنهم في إسطنبول، لكنه لم يستطع الإمساك بهم؛ لأن الشرطي اعترض طريقه فوبخه على غبائه.

نشر جان أتباعه في أنحاء إسطنبول جميعها للبحث عن الأطفال وقتلهم والتخلص منهم، ونشر صورهم في كل مكان.

كان الأطفال مشردين في شوارع إسطنبول، لا يملكون عائلة ولا مأوى ليحتموا بهما من شدة البرد، ولا المال أيضًا، ما جعلهم يقضون الليل كله في الحدائق والشوارع.

وفي يومٍ ما كانوا جالسين في حديقة شاهدهم (نيمرا) الذي كان عليه دين لم يستطع سداده.

ذهب إلى الأطفال وقال لهم:

  • حزنت عليكم، فأردت أن أعطيكم منزلًا مقابل هذا الخاتم.
  • فلم يقبلوا، فقال لهم:

- أعطيكم المنزل مقابل هذا الخاتم، وعندما تجدون عملًا تدفعون ثمن المنزل، وأعيد لكم هذا الخاتم.

واستمر بالكلام إلى أن وافق الأطفال، فأخدهم إلى البيت الذي أخبرهم عنه، وكان البيت مؤمنًا بكل الاحتياجات، وأخذ الخاتم وأعطاهم المفتاح.

جلسوا في المنزل، وطهوا المعكرونة، وجلسوا لتناول الطعام، وإذ بالباب يفتح، ويدخل رجل وامرأته، وعندما شاهدا الأطفال صرخت المرأة بقولها:

- حرامي، حرامي يا جيران..

وضرب زوجها الأخ الأكبر (روك)، وأخرجهم خارج البيت، فقالوا له إنهم دفعوا ثمن هذا البيت، فقال لهم الرجل:

- لمن دفعتم ثمنه؟

- فقالوا: لنيمرا..

دهش الرجل، وقال لزوجته:

- ألم أقل لك لا تعطه المفتاح.

- قالت الزوجة: أعطيته المفتاح لكي يطعم الدجاج.

ودخل الرجل وزوجته البيت، وكان شخص اسمه (جاك) يراقب من بعيد، فتوجه إليهم وقال لهم:

- أستطيع أن أدخلكم بيتي في قبو الفحم، لكي تبقوا فيه إلى أن أعيد لكم الخاتم من نيمرا، ذهب جاك إلى نيمرا، وطلب منه أن يعيد الخاتم لهم، فلم يقبل، وقال له إنه أصبح الآن مع والدك، فقد كان يريد مني مالًا، فأعطيته الخاتم بدلًا من ذلك، فاحتار بأمره، وحين عاد إلى المنزل شاهد والده يعطي جدته خاتمًا من ذهب، فلم يستطع جاك التكلم والقول إن نيمرا قد سرقه من الأطفال.

في الصباح ذهب الأطفال إلى التجول في شوارع إسطنبول للبحث عن صديق والدهم اسمه (وهاب)، ليخبروه بما حصل، فبحثوا عنه في كل مكان ولم يستطيعوا العثور عليه، لكنهم لم يفقدوا الأمل؛ لأنهم كانوا يعلمون أنه في إسطنبول.

وفي اليوم التالي ذهب روك للبحث عن عمل، تجول كثيرًا وهو يبحث إلى أن استطاع العثور على عمل نادل في مطعم، كان سعيدًا جدًّا بعمله الجديد؛ لأنه سيتمكن من الحصول على المال لإخوته، وفي أثناء عمله كان يجلس نيمرا على الطاولة، ذهب روك إليه وطلب منه أن يعيد الخاتم الذي سرقه منهم، لكنه قال له:

- لقد سرق مني.

فغضب جاك، وهجم على نيمرا إلى أن أخرجهم صاحب المطعم؛ لأنهم سببوا له خسائر، وفي هذه الحال بقي روك دون عمل، وعندما عاد إلى قبو الفحم وجد جاك يقول لهم:

- لن تستطيعوا أن تبقوا هنا كثيرًا؛ لأن والدي وجدتي لن يوافقوا على ذلك، ما رأيكم أن تأتوا معي إلى دكان عمي، إنه شخص لطيف.

وافقوا على ذلك، وعندما وصلوا بدأت ليلى بإخبار العم جاك بما حل بهم، فقرر أن يحميهم من جان، وفعلًا أصبح الأطفال في رعاية ذلك الرجل، فقد وفر لهم المسكن والأمان وكل ما يلزم، واستعاد لهم الخاتم من أخيه، حاول كثيرًا ملء فراغ أبيهم وأمهم، لكنه لم يستطع، فلا شيء يعوض فقدان والديهم، لكنهم كانوا سعداء جدًّا معه.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

واوو شو هالابداع♥️بوركت جهودك👏
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

ما شاء الله مبدعة يا حلا
بارك الله فيكي 💙💙
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

تسلمي حبيبتي😍😍
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.