رائحة البول الكريهة.. ما الذي تحاول أن تخبرك به صحتك؟

هل استيقظت في يوم عادي، وذهبت إلى الحمام ولاحظت رائحة بولك قوية وغير معتادة. ربما تساءلت هل هذا طبيعي؟ أم إنه إشارة على مشكلة صحية يجب الانتباه لها؟

لا تقلق، ففي هذا المقال، سنستعرض معًا الأسباب المحتملة لرائحة البول الكريهة، وكيف يمكنك التعامل معها لضمان صحة أفضل وحياة أكثر راحة. دعونا نتعلم بهذا المقال كيفية اكتشاف الأدلة.

ما السبب وراء تغير رائحة البول؟

رائحة البول يمكن أن تتأثر بعدة عوامل طبيعية، مثل:

  • النظام الغذائي: بعض الأطعمة مثل الهليون أو القهوة قد تؤدي إلى تغير في رائحة البول.
  • الفيتامينات والمكملات الغذائية: بعض الفيتامينات (مثل فيتامين B) والمكملات قد تؤدي إلى رائحة قوية في البول.
  • الأدوية: بعض الأدوية يمكن أن تؤثر في رائحة البول.
  • مستويات الترطيب: عندما يكون الجسم جافًّا (قلة شرب الماء)، قد تصبح رائحة البول أقوى.
  • لكن في بعض الأحيان، إذا كانت رائحة البول كريهة على نحو مستمر أو غريب، فقد تكون هذه إشارة تحذيرية على وجود مشكلة صحية مثل العدوى أو مشكلات في الكلى أو الكبد، وهنا يجب استشارة الطبيب.

اقرأ أيضًا: لون البول.. ماذا يخبرك عن جسمك؟

بعض الروائح الأكثر شيوعًا وما تعنيه لصحتك

1- بول برائحة الأمونيا

تشير رائحة الأمونيا في البول، إلى إصابتك بعدوى في المسالك البولية على الأرجح في مجرى البول أو الكلى أو المثانة.

أعراض عدوى المسالك البولية

  • قد يكون البول غائمًا أو حتى دمويًا بعض الشيء.
  • وقد يكون التبول مؤلمًا أيضًا، ويكون ذلك صعبًا بسبب أنك تشعر بالحاجة إلى التبول على نحو متكرر.
  • الحمى والارتباك العقلي من العلامات الأخرى المصاحبة.
  • يقول الأطباء إن التهابات المسالك البولية شائعة جدًا، حيث تدفع ما يقرب من 10 ملايين أمريكي إلى الأطباء كل عام لتلقي العلاج بالمضادات الحيوية، والنساء وكبار السن هم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.

تشمل الأسباب المحتملة الأخرى للبول الذي يحمل رائحة الأمونيا ما يلي:

  • حصى الكلى أو أمراض الكلى.
  • مرض الكبد.
  • سن اليأس.
  • عدوى البروستاتا.
  • العدوى المنقولة جنسيًا مثل الكلاميديا. (الأعراض هنا مشابهة لأعراض التهاب المسالك البولية، مع اختلاف ملحوظ واحد وهو إفرازات صديدية).
  • يمكن أيضًا ربط رائحة تشبه الأمونيا بالجفاف وبعض الأطعمة والفيتامينات. لذا، إذا ظهرت الرائحة واختفت بسرعة، فلا داعي للقلق. ولكن إذا استمرت، فاطلب فحصًا من اختصاصي طبي.

2- بول ذو رائحة فاكهة أو حلوة

  • يكون بمنزلة علامة تحذيرية لمرض السكري أو ارتفاع سكر الدم. تأتي الرائحة الحلوة من تخلص الجسم من الجلوكوز الزائد أو السكريات.
  • قد يشير البول ذو الرائحة الحلوة عند الأطفال، وخاصة حديثي الولادة، إلى مرض شراب القيقب، وهو اضطراب أيضي نادر يحدث عندما لا يستطيع الجسم تكسير بعض الأحماض الأمينية على نحو صحيح. فتتجمع هذه الأحماض في الجسم بسبب عدم كسرها، ويتسبب ذلك في أعراض شديدة الْخَطَر، بما في ذلك مشكلات في النمو والتطور.
  • الهدف هنا هو أنه لا ينبغي تجاهل البول الذي له رائحة طيبة. استشر طبيبك.

3- بول ذو رائحة كريهة

  • بعض الأطعمة، مثل الهليون والثوم والبصل، يمكن أن تؤدي إلى رائحة كبريتية في البول، وهذا أمر طبيعي وليس مدعاة للقلق.
  • إذا كان البول ذا رائحة كريهة ولم توجد أسباب واضحة (مثل تناول هذه الأطعمة)، فقد يكون ذلك علامة على حالتين نادرتين في التمثيل الغذائي وهما:

متلازمة رائحة السمك

وهي أن يعاني الشخص من صعوبة في معالجة مادة كيميائية تسمى تريميثيل أمين؛ ما يؤدي إلى رائحة كريهة تشبه رائحة السمك المتعفن في البول والنفس والعرق.

هذه الحالة يمكن أن تكون وراثية أو مكتسبة، ورغم كونها مزعجة، لكنها ليست شديدة الخطر.

فرط تيروزين الدم

هو اضطراب وراثي نادر حيث لا يستطيع الجسم تكسير حمض أميني يسمى التيروزين. هذا التراكم يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية شديدة الخطر.

توجد ثلاثة أنواع متميزة من هذا الاضطراب (النوع الأول والثاني والثالث)، وعلى الرغم من أنه نادر جدًا، فإن إذا كانت رائحة بول الطفل كريهة، من المهم استشارة طبيب الأطفال للاطمئنان.

اقرأ أيضًا: تعرف إلى أسباب حرقان البول

4- تغير رائحة البول وليس رائحة كريهة

البول يتكون أساسًا من الماء (نحو 95%)، والباقي هو نفايات وفضلات يصفيها الجسم عبر الكلى، مثل الكالسيوم والنيتروجين والبوتاسيوم؛ لذلك في أغلب الأحيان، لا تكون رائحة البول كريهة. لكن توجد عدة أسباب قد تؤدي إلى تغير هذه الرائحة مثل:

الجفاف

  • إذا كان الشخص يعاني من الجفاف، فإن كمية الماء في البول تقل، ما يعني أن تركيز الفضلات يصبح أعلى. هذا التركيز العالي للفضلات يمكن أن يؤدي إلى رائحة أقوى للبول.
  • إضافة إلى ذلك، الجفاف يمكن أن يسبب تغييرًا في لون البول ليصبح أغمق، ما يشير إلى أن الجسم بحاجة إلى مزيد من الماء.

5- تأثيرات بعض الأطعمة على رائحة البول

  • الهليون: يُعرف بأنه يسبب رائحة قوية تشبه الكبريت في البول. السبب في ذلك هو أن الجسم يحول الحمض الموجود في الهليون إلى مركب يحتوي على الكبريت، ما يؤدي إلى ظهور هذه الرائحة القوية.
  • براعم بروكسل: وهي من الخضراوات التي قد تؤثر في رائحة البول.
  • الأسماك: يمكن أن تسبب أيضًا رائحة مميزة.
  • الكمون: يستخدم بوصفه توابل، وقد يؤثر في رائحة البول.
  • البصل والثوم: معروفان بقدرتهما على تغيير رائحة الجسم، بما في ذلك البول.

6- تأثيرات بعض المشروبات على رائحة البول

  • الأشخاص الذين يشربون القهوة أو المشروبات الغازية قد يلاحظون رائحة معينة في البول بعد استهلاك هذه المشروبات.
  • الكحول: يُعرف أيضًا أنه يمكن أن يجعل رائحة البول كريهة.

7- تأثيرات بعض الأدوية والمكملات الغذائية على رائحة البول

  • فيتامين ب 6: معروف بأنه يُحدث رائحة مميزة في البول.
  • أدوية العلاج الكيميائي: قد تُغير أيضًا رائحة البول.
  • المكملات الغذائية: التي تحتوي على كميات كبيرة من الثيامين (فيتامين ب 1) أو الكولين، يمكن أن تؤثر كذلك في رائحة البول.

اقرأ أيضًا: فحص البول على مدار 24 ساعة

كيف أمنع البول من الرائحة الكريهة؟

اطمئن فإن حدوث رائحة كريهة للبول من حين لآخر أمر طبيعي، وقد يفصح عن نمط الحياة أو النظام الغذائي الذي تتبعه. ولكن إذا كنت لا تحب هذه الرائحة، يمكنك اتخاذ خطوات لتقليلها:

1- تجنب حبس البول

  • عندما تشعر بالحاجة للتبول، من الأفضل أن تفرغ المثانة كاملة، وبأسرع وقت ممكن.
  • حبس البول مدة طويلة قد يؤدي إلى مشكلات صحية مثل التهابات المسالك البولية أو حصوات المثانة. لذا، تلبية "نداء الطبيعة" بسرعة يحسن صحة المثانة.

2- تعديل النظام الغذائي

  • إذا كانت رائحة البول تزعجك، جرِّب تعديل نظامك الغذائي.
  • أول خطوة هي شرب مزيد من الماء، وتقليل المشروبات التي تسبب رائحة قوية مثل القهوة والمشروبات الغازية والكحول.
  • بعد ذلك، جرِّب التخلص من الأطعمة التي قد تسبب رائحة كريهة للبول، مثل الثوم والبصل وبعض الخضراوات.

3- التحدث مع الطبيب عن الأدوية والمكملات

· بعض الأدوية والمكملات الغذائية يمكن أن تؤثر في رائحة البول. إذا كنت تشعر بالقلق، من الأفضل أن تتحدث مع مقدم الرعاية الصحية.
· قد يكون من الممكن تقليل أو استبدال الأدوية أو المكملات التي تؤثر في رائحة البول، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل القيام بأي تغييرات.

4- ذكر الأعراض الأخرى

إذا كانت لديك أعراض أخرى بجانب رائحة البول الكريهة، من المهم ذكرها للطبيب. هذا قد يساعد في تحديد ما إذا كانت توجد حالة صحية تحتاج إلى علاج.

في النهاية، تذكر أن رائحة البول قد تكون نافذة صغيرة على صحتك. إذا لاحظت تغيرات مستمرة أو غير طبيعية، فلا تتجاهلها، بل امنح جسمك الاهتمام الذي يستحقه. قد تكون المشكلة بسيطة وتحتاج فقط إلى تعديل بسيط في نظامك الغذائي أو زيادة شرب الماء، لكن في بعض الأحيان، قد تكون هذه التغيرات إشارة لأمور أكبر.

احرص على مراقبة صحتك وكن دائمًا على استعداد لاستشارة الطبيب إذا لزم الأمر، والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة قد يكون المفتاح للحفاظ على راحتك وصحتك في أفضل حالاتها.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

ما شاء الله محتوى رائع
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة