ديناميت الفكر.. من يحررنا من الأفكار المسمومة؟

لسنا دائمًا بحاجة للبحث عن المجرم الذي أطلق الرصاصة، ولا عن الفاسد الذي خرَّب أحلامنا وسرق منا الطمأنينة. ففي كثير من الأحيان، لا يكون الخراب نتيجة يدٍ آثمة، بل نتيجة فكرة… فكرة مظلمة.

فكرة مهترئة، عقيمة، تسلَّلت خلسة إلى العقول، كخيط دخان من الغاز السام، لا يُرى، لكنه يخنقنا ببطء.

فكرة زرعها أحدهم -عن قصد أو جهل- في تربة هشَّة منهكة بالجهل والخوف والغضب، ربما رحل من غرس الجهل…

لكن الفكرة بقيت، تشرب من أعماقنا، وتنمو دون أن نلاحظ.

فالأفكار كالنباتات المتسلّقة؛ تتمدَّد أفقيًا وعموديًا، تتشبَّث بما حولها، تتسلَّق الجدران، وتتشبَّك بالأغصان، حتى تخنق المكان، وتتحوَّل إلى غطاء كثيف يحجب النور.

هكذا تحتلُّ الفكرة السامة العقل:

هادئة في البداية… تتوارى خلف العادات والتقاليد، تتسلّل باسم «المعقول»، ثم فجأة، تنفجر كديناميت دفين، تُشعل الحرائق في النفوس والعلاقات والمجتمعات.

نعم… قد لا نملك القدرة على إيقاف الانفجار بعد حدوثه، لكننا بالتأكيد نملك القوة لزرع أفكار جديدة مضادة، أفكار تعادل مفعول الديناميت، بل تُبطله.

أفكار عن الحب، والتسامح، والنقاء، عن الرحمة والعدالة وكرامة الإنسان.

أفكار تُنبت في العقل مناعة ضد الظلم والتطرف والتعصُّب.

تبدأ النهضة بفكرة، وتبدأ الكارثة بفكرة أيضًا.

والعقول لا تظل فارغة، إما أن تزرع فيها الوعي، وإما أن تترك نهبًا للفوضى.

هنا تحديدًا، يأتي دور المثقف، والفنان، والمبدع؛ من يحمل الكلمة، يحمل سلاحًا أقوى من أي رصاصة، وسلاحه الحقيقي هو الفكرة الواعية، التي تشعل النور بدلًا من النيران.

ابدأ من مساحتك الصغيرة…

ازرع فكرة مضيئة…

واجتثّ كل فكرة مظلمة قديمة، لا تصلح لعصرنا ولا لأحلامنا.

بهذا فقط نتحرر…

ونبني مجتمعًا لا تحكمه القنابل الحاقدة، بل تحرِّكه القيم.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.